تقع جمهورية بيرو، المعروفة رسميًا ببلاد الشمس والماء، في الجزء الغربي من قارة أمريكا الجنوبية. تمتلك هذه الدولة الواقعة بين حدود بوليفيا وكولومبيا والإكوادور والبرازيل وتشيلي ملاذاً ساحلياً يطل مباشرة على المحيط الهادئ، مما يعكس تنوع تضاريسها وثرائها الطبيعي الفريد. تغطي مساحتها الشاسعة قدرًا كبيرًا يصل إلى حوالي ١٫٢٨٥٫٢١٦ كيلومتراً مربعاً، وهي موطن لمزيج غني ومتنوع من الثقافات والمعالم السياحية الخلابة.
مع عاصمة نابضة بالحياة تسمى ليما، تتمتع بيرو بنظام حكم جمهوري يتمثل فيه رئيس يتم انتخابه لمدة خمس سنوات ويترأس برلمان مكون من مجلس واحد يحظى بثقة شعبية كبيرة. وفي قلب هذا البلد النابض بالحياة يوجد مجتمع متنوع يشكل مجموعات سكانية مختلفة تتضمن أحفاد الشعوب الأصلية الأمريكية والصينيين واليابانيين وغيرهم ممن ترك بصمتهم الخاصة داخل جدرانه. يستحوذ اللغة الاسبانية باعتبارها اللغة الرسمية لسكانها البالغ تعدادهم أكثر من ثلاثين مليونا وفق آخر إحصائية أجريت سنة ٢٠١٦. بينما تشيع أيضا ديانات أخرى غير المسيحية كاليهودية والإسلام إضافة للمسيحية الكاثوليكية وما ينتمي إليها من مذاهب وطوائف مثل الانجيلية والروم الكاثوليكن الذين يمثلون أغلبية واضحة وسط المجتمع تعددياً الطابع.
يتميّز المناخ البحري للدولة بشبه الصحراء وبأمطار قليلة ومع ذلك فإن مناطق مرتفعاتها الداخلية تعيش شتاء بارد نسبياً، أما المناطق الشجرية فتتمتع بمناخ استوائي رطب يسوده دفء مطلق وجودامت للأمطار الغزيرة أحياناً. وفي الوقت نفسه تحتضن منطقة الأمازون المطيرة -أو غابات الأمازون كما يسمونها محليا - والتي تمنح الأرض خصوبة فريدة توفر سلسلة طويلة ومتكاملة ضمن منظومة زراعية تعتمد أساساتها منذ قرون عدة ولا تزال تحافظ على مكانتها حتى الآن بسبب إنتاجيتها العالية لكثيرٍ من المحاصيل الرئيسية مثل البطاطس والقمح والشاي والسكر والكاكاو وفواكه الموسم المختلفة.
بدلاً من الاعتماد بشكل أساسي فقط على القطاع الزراعي فقد شهد اقتصاد بيرو تطورا ملحوظا نحو مجالات جديدة خلال العقود الأخيرة خاصة تلك المتعلقة بصيد الأسماك والحصول عليه كمصدر رزق مهم للسكان المحليين نظرا لإنتاجه الضخم والذي يقارب نسبة %۱۰ عالمياً حاليا! علاوة على ذلك يمكن اعتبار قطاع التعدين واحدا مما حققت نجاحات نوعية أيضًا نظرًا لأن موارد كثيرة تأتي منه بما فيها الذهب واليورانيوم وأشباه الموصلات الأخرى التي تفوق حاجيات السوق المحلية بل تصبح مورداً مصدرياً كذلك بعد تحقيق اكتفاء ذاتي أولي لهؤلاء المنتجوهذه المنتجات ثمينة للغاية لدى الدول الأوروبية والعربية خاصتا وذلك بدفاع عميق حول البر الرئيسي لأمريكا الجنوبية ولكن الأمر ليس مستغرب بالنظر لما تقدمه بحوث علمية تؤكد مدى تأثير الموقع الجيوپولیتيكي لهذه المنطقة بالنسبة للعلاقات الدولية.
وفي النهاية ، تجسد بيرو صورة مثلى لقصة الانتصار والتطور عبر رحلتها المريرة سواء كانت اجتماعية ام سياسية واقتصادية، فمثلا : وإن كان هناك بعض التحديات المشكلة سابقاً حين دخلت مرحلة ما بعد الاستقلال إلا إنها اليوم بلد مزدهر يكرم بجدارة انتماءاته للقارتين الآسيوية والأفريقية فضلا عن تواجد عضو فعال بها مجموعة الولايات الامريكية الجنوبية G7 .