منطقة الشنغن، والتي تعد واحدة من أهم شواهد الوحدة الأوروبية، تضم حالياً 26 دولة. مستمدة من اسم مدينة صغيرة في لوكسمبرغ عقد فيها الاجتماع التاريخي لأول مرة عام 1985، فقد هدف مشروع الشنغن بشكل رئيسي إلى إلغاء الضوابط الحدودية بين البلدان الأعضاء لتسهيل حركة الناس والبضائع.
بدأت هذه الرحلة نحو التكامل عندما وقعت خمس دول أوروبية - بلجيكا وفرنسا وهولندا وألمانيا ولوكسمبرغ - اتفاق الشنغن الأصلي في الرابع عشر يناير 1986. ومنذ تلك اللحظة الأولى، شهدت المنطقة توسعا ملحوظا مع انضمام العديد من الدول الأخرى تدريجيا.
تنقسم دول الشنغن اليوم إلى قسمين رئيسيين: أولاً، هناك العشرين دولة عضو في الاتحاد الأوروبي الذين هم جزء من منطقة الشنغن وهم: فنلندا، السويد، استونيا، لاتفيا، ليتوانيا، بولندا، الدنمارك، ألمانيا، التشيك، سلوفاكيا، سلوفينيا، المجر، النمسا، هولندا، بلجيكا، لوكسمبورغ، إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، البرتغال، واليونان بالإضافة لمالطا. ثانياً، نجد أربع دول ليست عضوة في الاتحاد ولكنها تحظى بالحكم ذاته داخل منطقة الشنغن وهي كلٌ من سويسرا والنرويج وليختنشتاين وآيسلندا.
على الرغم من عدم كون المملكة المتحدة وإيرلندا حاليًا ضمن نطاق اتفاقيات الشنغن إلا أنهما ظلتا متفاعلتين عبر أشكال مختلفة من التعاون الأمني. بينما تعمل كرواتيا وبولغاريا ورومانيا وقبرص على الوفاء بشروط الانضمام إليها لتحقيق حلم الوحدة الاقتصادية والجغرافية الكاملتين للدول الأوروبية.
إن رحلة بناء منطقة حرية التنقل بدون رقابة حدودية كانت مليئة بالتحديات والصعوبات لكنها تركت بصمتها المؤثرة في تاريخ أوروبا الحديثة كتعبير حي عن الروابط الثقافية والاقتصادية والعلمانية بين شعوب القارة الخضراء.