مدينة جازان، التي تزدان بساحلها البهي على البحر الأحمر، تحمل في طيات اسمها قصة تاريخية غنية. يعود هذا الاسم الجذاب إلى القرية القديمة الواقعة على الساحل والتي ذكرتها قدماء المؤرخون مثل الهمداني واليعقوبي. يأتي اسم "جازان" من اللغة السبئية، حيث يعني "جاز" مكانًا محددًا و"وان" حرف تعريف، مما يشير إلى أهميتها كمعلم بارز. ومع مرور الوقت، تطورت التسمية لتكون مفصولة عند استخدامها للإشارة إلى المنطقة الإدارية كاملة.
هذه التسمية ليست مجرد مجموعة من الأحرف، بل تحكي قصصًا تتعلق بالموقع والجغرافية والثقافة المحلية. فالمدينة، كونها تقع على شاطئ البحر الأحمر، لعبت دورًا حيويًا كمفترق طرق رئيسي لسفن التجارة والقوافل البرية الراغبة في الوصول إلى اليمن وأرض الحبشة عبر تهامة. وقد حافظ موقعها الاستراتيجي على مكانتها السياسية عبر العصور المختلفة بدءًا من الفترات الإسلامية الأولى وانتهاء بالدهور الحديثة.
إلى جانب ذلك، شكل المناخ البحري لجازان جزءاً أساسياً من هويّتها، إذ تشهد درجات حرارة متفاوتة طوال السنة مع تأثيرات واضحة لمياه البحر الدافئة. إن معرفة أصول تسمية المدينة واستكشاف تأثير عوامل مختلفة عليها يدفعنا للحفاظ على تراثنا الثقافي والطبيعي الثمين بغاية الفخر والاعتزاز بتاريخ وطننا العزيز السعودية.
