مراحل تطور القانون الدولي العام: من عصر النهضة إلى معاهدة وستفاليا

التعليقات · 1 مشاهدات

مع نهاية القرون الوسطى وأوائل العصور الحديثة، شهد العالم تحولات عميقة أثرت بشكل كبير على طبيعة العلاقات الدولية والقانون الدولي. بدأت هذه الحقبة الجدي

مع نهاية القرون الوسطى وأوائل العصور الحديثة، شهد العالم تحولات عميقة أثرت بشكل كبير على طبيعة العلاقات الدولية والقانون الدولي. بدأت هذه الحقبة الجديدة بزوال سلطة البابا، مما مهد الطريق لحركة النهضة والفكر العلمي في أوروبا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر. وتزامن ذلك مع ظهور حركة إصلاح ديني أسفر عن تقسيم المجتمع الغربي بين مؤيدي التفويض البيبلي والمعارضين له.

وعلى الصعيد السياسي، أدت الخلافات الناجمة عن هذا التقسيم الديني إلى اندلاع حروب دامية مثل الحرب العالمية الأولى، وخاصةً "حرب ثلاثين عاما" البالغة الشراسة والتي امتدت من ١٦١٨ حتى ١٦٤٨. وقد تركت تلك النزاعات بصمة واضحة في تشكيل النظام العالمي المستقبلي بعد توقيع اتفاقيات سلام بارزة سميت باسم مُعاقداتها؛ وهي "معاهدة وستفاليا".

كانت أهم مظاهر تأثير معاهدة وستفاليا فيما يلي:

  1. المساواة السياسية: اعترفت الاتفاقية بحقوق متساوية لكل دولة مسيحية عضو فيها، بغض النظر عن خلفيتها العقائدية، مما يعكس رفض هيمنة البابا الروماني السابق.
  1. التوازن الجيوستراتيجي: أكد الطرفان المتحاربان بموجب الاتفاقية على ضرورة تحقيق توازن قوي داخل المنظومة الجيوبوليتيكية الأوربية لمنع توسع قوة واحدة وسطياً وضمان استقرار المنطقة برمتها.
  1. مؤتمرات دولية: نظَّمت الأطراف موحدو الرؤية اجتماعات دورية لاحقة لتقييم تقدم العملية السلمية ومناقشة حلول مشتركة للمشكلات ذات الطبيعة المشتركة والمحيطة بالحاضر والمستقبل أيضاً كمفهوم الأمن القومي وغيره.
  1. وثائق تنظيمية للقانون الدولي: مثّل النص المكتوب النهائي لهذه الوثائق بداية رسمية لمرحلة جديدة تتضمن تسجيل المعايير المرتبطة بإدارة وجداول الأعمال العامة للدول الأعضاء فيه. وهكذا بدأت عملية وضع نظام عالمي جديد قائم على مبدأ سيادة الدول واستقلاليته كجزء أخلاقي وثابت ضمن منظومتنا اليوم.
التعليقات