تقع فرنسا تحديداً في شمال غرب قارة أوروبا وتحيط بها عدة دول عبر مساحتها البرية والبحرية المتنوعة. هذه الدول هي التي تشكل الحدود الطبيعية لجمهورية فرنسا وترسم خريطة العلاقات الدولية الخاصة بها. بدءا من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال، نجد خمس دول رئيسية تحد فرنسا مباشرة.
في الجانب الشرقي للبلاد، يحدّ ألمانيا فرنسيا على طول خط مستقيم تقريبًا بطول حوالي 451 كم. هذا الجزء المشترك بين البلدين غني بتاريخهما المشترك ويضم العديد من المدن الشهيرة مثل ستراسبورغ وستراسبورغ العليا والتي كانت تحت الحكم الفرنسي قبل الحرب العالمية الثانية.
من الشرق أيضًا، يوجد بلجيكا كدولة ثانية محيطة بفرنسا. تمتد الحدود بين هذين البلدين لأكثر من 620 كيلومتراً مما يعكس القوة الاقتصادية والتاريخ الثقافي الكبير لهما معًا. تُعتبر منطقة بروكسل - عاصمة الاتحاد الأوروبي – جزء منها وبالتالي فإن الوجود الفرنسي حاضر بشكل ملحوظ فيها.
بالانتقال نحو الجنوب، يمكن رؤية إيطاليا باعتبارها الدولة الثالثة المحاذية لحدود فرنسا. رغم طولا قصير نسبياً مقارنة بالآخرين (~ 778 كيلومتر) إلا أنه يعد أهم ممرات النقل البري نظرًا لممر مونت سينيس الواقع فيه والذي يستخدم بكثافة كبيرة للحركة المرورية اليومية والشحنات التجارية.
أما بالنسبة للدولتين الأخيرتين فنجدهما في الاتجاه الشمالي الغربي؛ هما هولندا والمملكة المتحدة البريطانية سابقاً واسمُهما الحالي المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية. وعلى الرغم من كون الأخيرة جزيرة منعزلة وغير متصلة بالأراضي الأوروبية الأخرى إلّا أنها تبقى شريك استراتيجي هاماً ضمن مجموعة الدول الأوروبية. أما بالنسبة لهاولندا فتبلغ المساحة المشتركة لها ولفرنسا حوالي 109 كيلومتر فقط ولكن جامعة شارل ديغول الواقعة بالقرب منهم تعتبر رمز للتبادلات الأكاديمية والثقافية المتبادلة.
هذه الخريطة المعقدة للأرض تعكس تنوع تاريخ وثقافة وثراء جيولوجي وجغرافي لهذه المنطقة الحيوية جداً داخل أوروبا الموحدة.