تُعدّ الدار البيضاء، والتي تعرف أيضًا باسم "البيضاء"، ثاني أكبر مدن المغرب من حيث تعداد السكان بعد العاصمة الرباط. تعتبر هذه المدينة الواقعة شمال غرب البلاد بوابة رئيسية للبلاد، فهي مركز اقتصادي هام ومينائها يعتبر الأكبر في أفريقيا. وفقاً للتقديرات الأخيرة للأمم المتحدة، بلغ عدد سكان الدار البيضاء ما يقارب 3,5 مليون نسمة داخل حدود البلدية وحدها، بينما يصل العدد الإجمالي لسكان منطقة البيضاء الكبرى إلى حوالي 6 ملايين شخص بحلول عام 2021.
يتمتع تركيبة سكانية متنوعة تعكس تنوع الثقافات والمستويات الاقتصادية المختلفة. يشكل المغاربة الأصليون غالبية السكان مع وجود نسبة كبيرة من الشريحة الشبابية التي تحتل سنًا تتراوح بين الـ18 والـ44 سنة. هذا الطيف العمري المتنوع يعزز النشاط الاجتماعي والاقتصادي للمدينة ويؤكد دورها كمركز حيوي للحركة والتطور المستدام.
تاريخيًا، شهدت المدينة نمواً سريعاً بسبب الهجرة الداخلية والخارجية. أدى ذلك إلى زيادة كثافة العمران وظهور أحياء جديدة لتلبية احتياجات سكان جدد. ومع ذلك، فإن مثل هذه الزيادة قد رفعت تحديات أمام البنية التحتية الأساسية كالرعاية الصحية والإسكان والنقل العام. رغم ذلك، تتمتع الحكومة المحلية بمبادرات مستمرة لتحسين الحياة اليومية للسكان وتوفير فرص عمل للشباب وتعزيز الفرص التعليمية لهم جميعا.
بشكل عام، تبقى الدار البيضاء محركا أساسياً للاقتصاد الوطني بالمغرب وذلك نتيجة لموقعها الاستراتيجي وسكانها المتنامون الذين يساهمون بشكل فعال في تطوير المجتمع المدني والعلاقات الدولية عبر تجارب ثقافية متداخلة.