تقع جزيرة باروس، واحدة من الجواهر الخفية لجزر كيكلاديس، ضمن مقاطعة نيسيا كريتي في اليونان، تحديدًا في بحر إيجة المركزي. تمتد هذه الجزيرة البديعة على مساحة تقارب الـ 196.308 كيلومتر مربع، وتتمتع بطبيعية خلابة وساحلية فريدة، بما في ذلك الرمال البيضاء والشواطئ المتلألئة تحت أشعة الشمس الدافئة. وعلى الرغم من شهرتها التاريخية وثرواتها الطبيعية، إلا أنها ظلت محتفظة بثراء ثقافي وتراث معماري غني يخفي جماله خلف طابعها الريفي والهادئ.
تاريخيًا، تعتبر باروس موطنًا للرخام الأبيض الشهير الذي ساعد على ازدهار التجارة خلال الفترة الكيكلادية المبكرة. يوجد هنا آثار هامة تكشف عن الماضي المجيد لهذه الجزيرة، مثل قبر نابليون المعروف أيضًا باسم "Tomba di Napoleone"، بالإضافة لمنحوتة "فينوس دي ميلو" المصنوعة من الرخام ذاته. هذا الثراء الطبيعي والتاريخي منح باروس مكانة خاصة في تاريخ الفن والثقافة اليونانية.
تصطف المدن الرئيسية في باروس مثل كماري ونوسا وليفس لتقدم صورة رائعة للتراث اليوناني القديم. كماري، عاصمة الجزيرة السابقة، تعد بوابة رئيسية إلى مناطق أخرى شهيرة في بحر إيجة مثل سانتوريني ولوس وناكسوس وميكونوس. تتميز المنازل здесь بمزيج مثالي بين النمط التقليدي والسحر الحديث الذي يعكس الروح الحقيقية لشعب باروس. أما نوسا فهي المكان الأكثر أمانًا وأكثر الظهور أثناء العصر القديم، حيث يمكن رؤية مستوطنة دوريس القديمة الواقعة بالقرب من الشاطئ الجنوبي الشرقي لنوسا.
أما ليفس فتعتبر مثال حي للتضاريس الجبلية الخلابة والبنية التحتية الأصلية المذهلة داخل جزيرة باروس. الطريق المؤدي إليها مليء بالمناطق ذات الطبيعة الرائعة والشوارع المرصوفة بالحجارة الصغيرة والحجرية البيضاء التي تحيط بها عروض زهور جميلة ومتنوعة الأشكال والألوان. رغم هجرة الكثير ممن كانوا يسكنون ليفس نحو مدن أخرى بعد العام ١٩٧٠ ، إلا أنها مازالت تحمل أهميتها ومعالمها التاريخية الهائلة وذلك عبر المتحف الاثري الواقع وسط المدينة والذي يحتوي على مجموعة كبيرة ومتنوعة من الآثار المكتشفة مؤخرًا بشكل متواصل منذ بدء عمليات التنقيب الحديثة .
وفي نهاية المطاف ، تجمع جزيرة باروس بين جمال الطبيعة والقيمة الثقافية والإرث التاريخي الكبير - وهو ما يجعل منها وجهة تستحق الاستكشاف بكل تأكيد لكل محبي السياحة البحرية وعشاق التراث الإنساني العالمي الفريد!