يضم الوطن العربي، المعروف أيضاً بوطن العرب أو العالم العربي، حوالي 22 دولة تمتد عبر ثلاثة قارات رئيسية: آسيا وأفريقيا وأوروبا. يتداخل هذا المصطلح غالبًا مع مفاهيم أخرى مثل "العالم الإسلامي" نظراً للتاريخ المشترك والدين الرسمي للعديد من هذه الدول. لكن التركيز هنا سيكون على التعريف الجغرافي والأعداد الدقيقة لهذه الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.

الأردن، الإمارات العربية المتحدة، سوريا، فلسطين، جزر القمر، المملكة العربية السعودية، قطر، البحرين، الكويت، العراق، اليمن، سلطنة عمان، الجزائر، لبنان، مصر، تونس، المغرب، موريتانيا، ليبيا، السودان، الصومال، وجيبوتي جميعها تشكل جزءًا مما يعرف بوطن العرب. وقد اكتسب كل واحدٍ من هذه البلدان خصوصيته التاريخية والثقافية والفلكلورية الفريدة إلا أنه يشترك الجميع بلغة مشتركة - العربية – ويستند إلى تراث ثقافي مشترك عميق الجذور.

كما تستعرض الدراسات السكانية لبلدان الوطن العربي تنوعًا كبيرًا فيما يتعلق بكثافة السكان ونسب النمو والتوزيع العرقي. إذ يدين معظم سكان المنطقة بالإسلام ويعود نسبهم إلى جذور متنوعة بما فيها السلالة القوقازية الأوروبية وخاصة تلك المرتبطة بمجموعة البحر الأبيض المتوسط التي تحتضن هجينات حامية سامية ناجمة عن اندماج قديم لمجموعتي البشر الآسيويين والإفريقيين بناءً على ملاحظة طبيعة البشرة وغيرها من خصائص الجسم المختلفة باختلاف المناخ المحلي لكل منطقة. وهذا الاختلاط الثقافي الطبيعي أدى بدوره لصقل هوية وطن واحدة مليئة بالمختلفيات المرصوصة كالحلقات ضمن خيط متين وصلب متحدِ للجميع.

ومن الناحية المكانية فإن الموقع الاستراتيجي لوطن العرب له دور بارز؛ فهو يغطي نحو ١٣,٤٨٧,٨١۴ كيلومتر مربع وفق آخر الإحصائيات الحكومية الرسمية. ويتواجد أغلب المساحة الجغرافية للدول العربية بنسبة تفوق الثلاثة أرباع تقريبًا ضمن حدود قارّة إفريقيا بينما ينقسم الباقي بالتساوي بين آسيا والأراضي الأوروبية الواقعة شمال طنجة المغربية وبالتحديد تلك المنطقة الصغيرة المعروفة باسم جبل طارق البريطاني والتي تضم أيضًا العديد من البلدات الحدودية المغربية الأخرى ذات الغالبية الكبيرة من المواطنين الذين يستخدمون اللغة العربية بشكل أساسي يوميًا.

وبالتالي يمكن اعتبار بلدانه حالياً إحدى أقوى الأقليات السياسية المؤثرة عالميا نظرًا لعامل التفوق العددي للأشخاص ذوي الانتماء الثقافي المشترك رغم تعدد انتماءاتهم الوطنية والحكومية المستقلة سياسياً واقتصاديا وعسكريا بدرجة كبيرة جداً. بالإضافة لذلك فان تأثير لغتهم الأم يحظى بتقدير خاص بالنظر لقوتها العالمية وصلابتها منذ القدم حتى عصر النهضة الحديثة الحالي.