تشتهر مدينة حمص بتنوع سكانها وتاريخها الغني الذي يعود جذوره لأكثر من ثلاثة قرون. وفقاً للإحصائيات الأخيرة لعام ٢٠١١، بلغ تعداد سكان هذه المدينة الأكثر حضوراً بالسوريّا نحو مليون ومائتي وستة وسبعين ألَفا فرد موزعٌ بين مختلف الطوائف والعِرقِيَّات؛ مما أكسبها طابعاً متعدد الثقافات والمعارف التي تعكس تاريخ المنطقة وحاضرها المُثري.
خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية واستقرار الأمور نسبياً، شهدت مدينة حمص زيادة ملحوظة ومتتالية في عدد ساكنتها بسبب عدة عوامل اجتماعية واقتصادية. فقد نما المجتمع العمراني لهذه البنية الحضرية سريعاً منذ نهاية الخمسينات حتى بداية التسعينات لتتحول من مجتمع صغير نسبياً يضم فقط ستين وخمسة الأف شخص عام ١٩٣٢ ميلادية -إلى واحة بشرية تضم عدداً هائلاً يقارب نصف مليون مواطن خلال السنوات الثلاثين التالية مباشرة طبقاً لشهادات المنظمــات الحكومية المسؤولة حينذاك! ولم يكن الانتشار الديموغرافي محدودا داخل حدود البلدات الحضرية وحدها وإنما امتدت آثار توسيع رقعة الأرض المبنية لتشمل المناطق القروية المجاورة أيضاً – وهو الأمر الذي دفع المسؤولين عندها لإعادة رسم خرائط إدارة الأحياء بما يتناسب وكثافة الحياة الجديدة ودعم الخدمات العامة اللازمة لمقابلة احتياجات المواطنين المتزايدة باستمرار.
وبالنظر للخلفيات الاثنية والجغرافية للأهالي المقيمين حاليًا بها، فإن غالبية الأشخاص ينتمون أصلا لجنسيتنا العربية الأصل، بالإضافة لحضور أقل تأثيراً ولكنه موجود أيضاً لفئات أخريات مهاجرة إليها عبر العقود السابقة وخاصة الأرمن والسوريون الآراميون والكشكي/الشراكسة ونذر قليلة جدًا تحمل هويتها الشخصية وهيمنة ثقافتها الولائية(الهويات الفرعية) كالتركمانية مثلاً وغيرها.. وعند الحديث حول الجانب الإعلامي هنا، يمكن التأكد بأن اللغة الرسمية المستخدمة بشكل أساسي هناك هى 'العربية' سواء بالإصدار الرسمي للدولة أم فى مجال الخطاب اليومي اليومي بين عامة الناس رغم وجود بعض الاختلافاتdialectal evident نظير تلك الشعبية المنتشرة وسط محافظات بلاد الشام كلقب"hameh" أو "hamsiya"(الحمصانية). ومع ذلك، تتميز لهجة جنوب غرب اسيا الشرق اوسطية خصوصيتها الفارقة كون معظم عباراتها تصاغ بنظام بناء مشابه "فاعلن"، ويتعلق أمر تفرد خاصيات المفردات بموقع محافظة حمص الحيوي الاستراتيجي مقارنة ببقية مدن الدولة الأخرى الموجودة شرق وغرب الوطن الأكبر Syria.
وفيما يتعلق بالموارد الطبيعية والثراء الهيكلي المصاحب لذلك الموقع الجغرافي الخاص، تساهم سهول الربوة الزراعية خصوبة تربتها بكفاءة عالية بإنتاج كميات وفيرة للغاية من منتوجاته الشهيرة عالمياً من كافة أنواع المحاصيل والخضراوات والفواكه بينما تحيط بيها منابع مياه مهمة كتلك النابعة من مجرى نهر العاصى...أما فيماconcerns panorama المغاير تمامًا فهو قطاع الأعمال التجاري الكبير والذي لعب دوراً مهماً وبروز أكثر بروزاً منذ ظهور أولى نتائج حركة الاستقلال الوطنية وانتهاء حقبتها الدموية المؤلمة عندما نجحت قوات الإنقاذ التحريرية المدعومة دولياً بسحق آخر جيوش الاحتلال الخارجي للقضاء نهائيآ علي ذكرى تلك الحقبة السوداوية . وشكل إنعاش قطاعات الاقتصاد محليا وإقليميا نقطة انطلاق رئيسية لاعادة ازدهار نشاط القطاع التجاري غير المعتمد أساساً علي ريع النفط التقليدي سياسة اقتصاد السوق الحر فتكون مصدر رزق معتمد عليه بصورة مستقرة وآلية للتوزيع العادل لعائداته الضخمة بين أفراد الشعب عوضاًعن الاعتمادالكامل علی موارد الطاقة الخام إذ يعد مكان تواجد مصنع زجاج زينا العملاق مثال بارز لما سبقت الإشارة إليه سابقاً علاوة علی انتشار العديد