جزر العذراء البريطانية، المعروفة أيضًا باسم فيرجن آيلاندز بريتيش، هي مجموعة ساحرة تضم أكثر من خمسين جزيرة تقع في قلب بحر الكاريبي. تتموضع هذه الجزر الرائعة ضمن موقع جيوي مميز؛ حيث تحدها بورتوريكو وجزر العذراء الأمريكية إلى الغرب، والمحيط الأطلسي إلى الشمال والشرق، والبحر الكاريبي إلى الجنوب. عاصمة هذا الكنز البحري هي مدينة رود تاون الواقعة في أكبر جزيرة، تورتولا. اللغة الرسميّة هنا هي الإنكليزية، والدولار الأمريكي هو العملة المستخدمة. تغطي جزر العذراء البريطانية مساحة قدرها حوالي 153 كيلومتراً مربعاً.
كانت بداية تاريخ هذه الجزر مع قبائل الآراواك القارية الجنوبية الذين بدأوا يستقرون بها منذ العام 100 قبل الميلاد تقريبًا. ومع ذلك، تم طردهم لاحقاً بواسطة شعب الكاريبي نحو القرن الخامس عشر ميلاديّ. وفي العام 1493 م، اكتشف كريستوفر كولومبوس الجزر خلال رحلاته الاستكشافيّة وأطلق عليها اسم "جزر العذراء"، تكريمًا للاقديسيسة أورسولا، والتي كانت لها سمعة بعدد كبير من الخدم غير المتزوجات.
في فترة السيطرة الإسبانية خلال القرن السادس عشر، شهد التاريخ الوزر تغيرات مهمة عندما أسَّس الهولنديون قاعدة لهم بشكل دائم في جزيرة تورتولا عام 1648 م. ثم جاء الإنجليز وأسقطوا الحكم الهولندي من تورتولا واضعين بذلك نهاية لحكم هولندي دام لمدة قرنين ونصف القرن هناك. ومنذاك الحين أصبحت الجزر جزءً من المملكة المتحدة.
وفقًا لإحصائية عام 2010 م، بلغ تعداد سكان جزر العذراء البريطانية حوالي 28 ألف نسمة. يُمثل الأفارقة الأصل الأكثر شيوعًا للسكان بما يقارب الثمانون بالمئة منهم وهم أبناء مباشرة للعبد الذين قدمتهم بريطانيا بهدف تنشيط الاقتصاد الزراعي المحلي والذي اعتمد أساسًا على إنتاج قصب السكر آنذاك. بينما يشكل الأشخاص ذوو الجذور الأوروبية والأمريكية والصينية العرب نسبة صغيرة نسبيًا تصل إلى ثلاثة بالمائة فقط وفق الدراسات الحديثة. تبقى الدين الرئيسي المنتشر وسط السكان وهو البروتستانتية المسيحية.
تشتهر جزر العذراء البريطانية بسحر طبيعتها الأخاذ مما جعلها مركز انجذاب محبّي الرياضات الشراعية لما توفره من بيئة مثاليَّة لهذه الرياضة نظرًا لاعتدال الطقس وشدة الرياح المعتادة خلال أغلب أيام السنة بالإضافة لمياه البحار الصافية ورمالها الناعسة والحقول النباتية الرطبة. تعد جزر العذراء ملاذًا هادئًا فيما يتعلق بالسياحة رغم وجود بعض المنتجعات الفاخرة مثل تلك الموجودة ضمن مشروع "نيكر آيلاند" الخاص لرجل الاعمال الشهير الشهير ريتشارد برانسون والذي أصبح وجهة مشهورة للنخب العالمية وزوار المشاهير ممن يهوون الحياة الخاصة والعازلة نوعا ما.