تعد مدينة سكيكدة الواقعة شرق الجزائر وجهة سياحية خلابة تجمع بين الأجواء الطبيعية الخلابة والتاريخ العريق. تعتبر هذه المدينة ساحلية بحكم موقعها الاستراتيجي المطّل على البحر الأبيض المتوسط، مما يجعلها ملاذاً للمسافرين الذين يرغبون في الاستمتاع بالشواطئ الرملية الناعمة والمياه الصافية الصافية. تمتد شريطاً طويلاً من الرمال البيضاء التي تشتهر بشمسها الدافئة ونسيمها البارد المنعش. بالإضافة إلى ذلك، تحتضن سكيكدة العديد من المواقع التاريخية والثقافية ذات القيمة الفائقة والتي تعكس تراث المنطقة الغني عبر الزمن.
تعود جذور المدينة القديمة لآلاف الأعوام، فقد كانت مركزاً هاماً للإمبراطوريات الرومانية والإسبانية والعثمانية. هذا الاختلاط الثقافي جعل منها خزاناً للتقاليد المتنوعة والقلاع المحصنة والمعابد القديمة والأماكن التاريخية الأخرى مثل "القصر الحمراء" الشهير والذي يعود تاريخ بنائه للقرن الخامس عشر الميلادي وهو تحفة فنية رائعة شاهدة على براعة المهندسين المعماريين آنذاك. كما تضم المدينة مجموعة متنوعة من المساجد الجميلة المصنوعة من الحجر الجيري الأبيض مثل مسجد الفتح الكبير ومتحف الفن الإسلامي الذي يحتوي على قطع فنية نادرة تعكس تاريخ الإسلام الجزائري العريق.
ومن النقاط المثيرة للاهتمام أيضاً هي اكتشاف آثار قديمة تعود لعصور ما قبل التاريخ كـ "كهوف تاڤونت"، وهي مواقع أثريّة مثيرة للإعجاب تروي قصة سكان المنطقة منذ آلاف السنوات مضت. أما بالنسبة للحياة البرّية، فإن سكيكدة توفر فرصا لا حصر لها لممارسة رياضات المشي لمسافات طويلة وصيد الحيوانات وتحليق الطيور المغردة وسط المناظر الطبيعية الخلاّبة لجبال "الأوراس". ليس هذا فحسب بل تقدم أيضًا العديد من المنتزهات الوطنية والشلالات الرائعة مثل "شلالات جبيل" و"حديقة رأس الوادي الوطني"؛ كل واحدة منها تحمل بصمتها الخاصة وغرائبها الجاذبة للعين البشرية.
في النهاية، تجتمع عناصر كثيرة لتجعل من سكيكدة مقصداً مرغوبا للسياح المحليين والدوليين على حد سواء - سواء كانوا مهتمين باستكشاف كنوز الماضي أم رغبين بخوض مغامرات جديدة بين أحضان الطبيعة الخلابة. إنها بالفعل جنة تستحق الزيارة والاستكشاف!
