تُعتبر مدينة كربلاء واحدة من أهم المدن الدينية والتاريخية في العراق. تقع هذه المدينة العزيزة تحديداً وسط وادي نهر الفرات الجنوبي، وتتميز بتاريخ غني ومعالم دينية بارزة جعلتها وجهة مفضلة للحجاج والمعتمرين على حد سواء. يعود الجذر التاريخي لاسم "كربلاء" إلى اللغة العربية القديمة، حيث تعني "الخراب"، وهو ما يأتي ربما نتيجة للدمار الشامل الذي تعرضت له خلال حادثة الطف الشهيرة عام 680 ميلادي.

تاريخياً، كانت كربلاء مركزاً مهماً للتجارة والصناعة بسبب موقعها الاستراتيجي بالقرب من طريق التجارة القديم بين بغداد والشام. ولكن شهرتها العالمية جاءت أساساً بعد تلك الحادثة المؤلمة التي وقعت فيها، والتي تعد رمزاً للشجاعة والإيثار لدى المسلمين الشيعة حول العالم. يُحتفل سنوياً بمهرجان عاشوراء لتذكر ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأسرته وأصحابه.

بالإضافة إلى القيمة الروحية والدينية، تتمتع كربلاء أيضاً بتراث ثقافي وفني متنوع. يوجد بها العديد من المساجد والقصور التي تحكي قصص الماضي المجيد. برج باب بغداد والأبنية الأثرية مثل سوق الخان هما مثال واضح على الهندسة المعمارية التقليدية. كما أنها معروفة بصناعاتها اليدوية والحرفية المحلية مثل النسيج والسجاد والكليم.

في السنوات الأخيرة، شهدت كربلاء تطورات كبيرة في البنية التحتية وجذب المزيد من السياح الذين يزورون للمشاركة في الاحتفالات الدينية أو للاستمتاع بالجمال الطبيعي للمنطقة. رغم كل ذلك، تظل جوهر روح هذا المكان مرتبط بشكل وثيق بالتقاليد الإسلامية الغنية وعظمة الشخصيات التاريخية المرتبطة بها.