- صاحب المنشور: عبد البركة الرايس
ملخص النقاش:
مع استمرار تقدم التكنولوجيا وتطورها بسرعة غير مسبوقة، أصبح العالم يشهد ثورة صناعية رابعة تؤثر بشكل عميق على كل جوانب الحياة، ومن بين هذه الجوانب التعليم. هذا التحول الرقمي يتطلب إعادة النظر في الأساليب التقليدية للتعليم والتأكيد على أهمية "التعلم الذكي". يأتي مصطلح التعلم الذكي ليشمل مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات التي تعمل على تعزيز التجربة التعليمية باستخدام البيانات الكبيرة، الروبوتات، الواقع المعزز والمُختلط، والحوسبة السحابية. ولكن رغم الفوائد الواعدة لهذه المبادرات الجديدة، فإن عملية التنفيذ ليست بلا عقبات.
تحديات تواجه التعليم الذكي:
- التكلفة العالية: يعد الاستثمار الأولي لتطبيق حلول التعليم الذكية مرتفعا نسبيا مقارنة بالطرق التقليدية. قد تحتاج المدارس إلى شراء الأجهزة والبرامج اللازمة لدعم البيئة الرقمية، بالإضافة إلى التدريب المستمر للمعلمين لإدارة هذه التقنيات بكفاءة.
- إمكانية الوصول: ليس جميع الطلاب لديهم نفس مستوى الوصول إلى التقنية الحديثة. هناك فجوة رقمية واضحة حيث يمكن للأسر ذات الدخل المنخفض أو المناطق الريفية الحصول على أقل فرص الوصول إلى الإنترنت والأجهزة المتقدمة. وهذا يهدد بتفاقم الفوارق الموجودة بالفعل داخل النظام التعليمي.
- احترام الخصوصية الشخصية: كما هو الحال مع أي تطبيق تكنولوجي آخر، فإن قضية حماية خصوصية المعلومات الشخصية تعد مصدر قلق كبير عند استخدام الحلول الرقمية في التعليم. كيف يتم حفظ بيانات الأطفال وكيف تدار؟ هل يوجد ضوابط كافية للحفاظ على سرية تلك المعلومات؟
- تغيير دور المعلم: بينما توفر تقنيات التعلم الذكي المزيد من المواد المرئية التفاعلية والاستشارات الآلية، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير دور المعلم التقليدي. لن يعودوا مجرد مدرسين ينقلون المعرفة؛ بل سيكون عليهم الآن العمل كموجهين وشركاء يساعدون الطلاب على فهم وفهم كيفية استخدام الموارد الرقمية بكفاءة.
- القضايا الأخلاقية: تتضمن بعض تطبيقات التعلم الذكي تحليل شخصية الطالب واستخدام نتائجه لتحقيق أفضل أداء أكاديمي ممكن. هذا الأمر يلقي الضوء على القضايا الأخلاقية المرتبطة بالتلاعب بالعقول البشرية لأغراض علمانية وغير علمانية مماثلة.
- التأثير الاجتماعي والثقافي: إن التأثير الثقافي الذي يحدثه الانتقال نحو بيئة تعلم أكثر رقمنة أمر مهم أيضاً. كيف ستؤثر هذه التغييرات على العلاقات الاجتماعية والعادات الثقافية داخل المؤسسات التعليمية خارج المملكة العربية السعودية وفي الدول الأخرى؟ وهل سيظل هناك مكان للتطور الشخصي والإبداع عندما نعتمد بشدة على الخوارزميات وأنظمة الذكاء الاصطناعي؟
- الحاجة للاستعداد الأكاديمي والمعرفي: أخيرا وليس آخرا، يجب ان تكون جاهزا لمواجهة العديد من التحديات العلمية والنظرية أثناء التطبيق العملي لهذا النوع الجديد من أنظمة التعلم الرقمي والتي تتمثل أساساً حول قدرتك على مواكبة التقدم السريع للتكنولوجيا ومحتواه المعرفي الغني ومتغيراته المستمرة طوال الوقت فضلا عما تشكله من حاجة ملحة لبناء القدرات والكفايات الخاصة بذلك المجال الحيوي بالنسبة لمسيرة العملية التربوية والتعليمية بأشكالها المختلفة سواء كانت رسميه أم رسميه غير رسميه كالجامعات مثلاً .
إن تطوير وتعزيز نظريات جديدة وقواعد معرفيه مميزة تعتبر جزءًا ضرورياً لاتقان فن إدارة مثل هذه المشاريع الناشئه بمستقبل زاهر تحت مظلَّة عصرٍ جديدٍ للعِلم والمعرفه متى تم الشروع بها وبالتالي تحقيق اكبر المكاسب المصاحبة لذلك الظاهرة الجديرة بالملاحظه بكل المقاييس !