جزيرة كبر: حديقة بحرية نادرة ومحمية في دولة الكويت

التعليقات · 2 مشاهدات

تُعد جزيرة كبر جوهرة خفية في أرخبيل جزر الكويت، والتي تُعتبر أحد أهم المواقع الطبيعية للحياة البرية والبحرية في المنطقة. تقع الجزيرة ضمن مجموعة جزر ال

تُعد جزيرة كبر جوهرة خفية في أرخبيل جزر الكويت، والتي تُعتبر أحد أهم المواقع الطبيعية للحياة البرية والبحرية في المنطقة. تقع الجزيرة ضمن مجموعة جزر الزور الشهيرة، وتمثل ملاذاً فريداً للتنوع البيولوجي البحري والبري.

تبعد جزيرة كبر مسافة تقدّر بحوالي ٣٠ كيلومترًا غرب سواحل مدينة الزور، وتحيط بها المياه الدافئة والمصهرة للشمس مع شعاب مرجانية خلابة تمتد لساحلها الشمالي والغربي والجنوبي الشرقي. تعكس تضاريسها الفريدة جمال الطبيعة بحيث تشكل جزءًا صغيرًا منها مستويات مرتفعة نسبياً فوق مستوى البحر بما يقارب الثمانية أقدام، بينما ينخفض التضاريس بشكل ملحوظ باتجاه شواطئها.

ويرجع السبب الرئيسي لتسميتها باسم "جزيرة كبر" لنبات يُطلق عليه اسم "الشفلح"، والذي يتميز بلونه الحمراء الزاهية ويُعرف أيضا محليا بالنبات الأحمر أو "الكبار". بالإضافة لذلك تعد المرتفعات المرتفعة نسبيًا لهذه الجزيرة عن سطح البحر أيضًا عاملا آخر أدى لإطلاق هذا الاسم عليها.

من أكثر ما يشد الانتباه وتدهشه زوارها مشهد الشعب المرجانية العديدة المنتشرة حول جوانب الجزيرة المختلفة. فهناك شعبتا ماراجانيتين مهمتين هما شعاب أم العيش وشعاب مديرة، الأخير منهما يعد أعمق منطقة مائية معروفة داخل دولة الكويت حيث يصل عمقه لما يقارب الثلاثين مترا تحت الماء! أما بالنسبة لشعاب عريفجان فتظهر بصورة واضحة عند اقتراب السفن والسفن السياحية أثناء دخولها لموانئ الجزيرة.

إن المناظر الجميلة التي تقدمها تلك الشعب المرجانية جعلت منها موطن مغر للسكان البحرية والنباتات النادرة كذلك، خاصة وأن العديد من الأنواع غير موجودة إلا هنا فقط. فنجد مثلا سرطان الملك الأحمر الذي يستقر عادة بين ثنايا الشعاب الضيقة والشقق الرملية القريبة. كما تساهم ظاهرة المد والجزر اليومية بجعل حياة الكائنات الدقيقة تصبح ممكنة وغير قابلة للتدمير بسبب الاستخدام البشري للإنسان.

ومن الجدير بالذكر أنه رغم انتشار الظواهر المضرة بالبيئة كالقمامة والتلوث النفطي وما يشابههما منذ فترة طويلة، فقد حرصت جهود تطهير الجزيرة وإعادة تأهيلها والحفاظ على توازن النظام البيئي لها منذ عقود عددا كبيرة جدًا. فعلى سبيل المثال تعمل شركة نفط الكويت بجهد كبير لنشر ثقافة وحماية موارد البلاد الطبيعية وتعزيز دور الأفراد والعائلات تجاه الحد من المشاكل البيئية عبر إزالة المخلفات الخطرة وتحسين نوعية المياه السطحية وبالتالي تخفيض مخاطر الاحتباس الحراري الناتجة عنها. وهناك جهات أخرى مشاركة مثل جهاز الشرطة البحرية وفريق الغطس الوطني الذين يعملون بإخلاص لمنع المخالفات الإيكولوجية وضمان سلامة الحيوانات البرية والقوارض إضافة لحسن تنظيم الرحلات البرية الداخلية والخارجية وفق جداول زمنية ثابتة ومتجددة باستمرار بغاية البحث العلمي والاستشارات التقنية الحديثة لدراسة حالات الأحياء المفترسة واستقرار وانقراض بعض الانواع الخاصة بكوكبة الجنيات البحرية والألفاظ المتحجرة القديمة قبل عصر الديناصورات وخلال الفترة نفسها تقريبًا!

وتستمر رحلة استكشاف التعايش بين عالم البشر وعالم الطبيعة بكل تفاصيله الجميلة الآسرّة تشهد دوماً حضور أفواج جديدة من هواة التصوير والفوتوغرافيا محاولة بذلك توثيق تاريخ هذا الجزء الخاص من أرض الوطن العزيز...

التعليقات