بغداد، العاصمة الأبدية للعراق، تتميز بتاريخ غني وحضارة مترامية الأطراف تعود جذورها إلى آلاف السنين. تأسست المدينة عام 762 ميلادي كعاصمة للإمبراطورية الأموية ثم انتقلت فيما بعد لتكون مركزاً للحكم العباسي حتى القرن الثامن عشر الميلادي. يُطلق عليها اسم "المدينة الفاطمة" نسبة إلى فاطمة بنت مصعب التي كان لها دور بارز في بنائها.

تُعدّ بغداد واحداً من أهم مراكز الثقافة والعلم في العالم الإسلامي، حيث كانت موطن العديد من الجامعات والمكتبات الشهيرة مثل بيت الحكمة. هناك أيضاً، تم إنشاء أول دار طباعة في العالم العربي عام 1834 مما ساهم بشكل كبير في نشر المعرفة والعلوم الحديثة آنذاك.

بالإضافة إلى القيمة التاريخية والثقافية، تعد بغداد مركزاً اقتصادياً مهماً في البلاد. يمر نهر دجلة عبر قلب المدينة ويقدم مشهداً جميلاً ومريحاً للمواطنين والسكان المحليين. تشتهر المدينة أيضاً بمطبخها المتنوع الذي يجمع بين النكهات الشرق أوسطية والكلاسيكية العربية.

ومن أشهر معالم بغداد البارزة هي جامع الكوفة الكبير، وهو واحد من أقدم المساجد وأكثرها شهرة في الإسلام. كما تُعتبر قلعة بغداد واحدة من أكثر المواقع روعة وتاريخية. هذه القلعة القديمة تحمل تاريخاً طويلاً منذ أيام الدولة الأموية وحتى الوقت الحالي.

على الرغم من التحديات الأخيرة، إلا أن بغداد تحافظ على روحها الجميلة والتراث الغني الذي جعل منها قبلة للسائحين ورواد البحث العلمي والتاريخي حول العالم. إنها ليست مجرد موقع للأحداث الدينية والدولة فقط؛ بل هي رمز للتسامح والتعايش المشترك بين مختلف الأفراد والجماعات عبر القرون.