تقع مدينة بقيق، واحدة من الوجهات الرئيسية في منطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية، في موقع استراتيجي بين دمام والإحساء، وتبعد مسافة تقدر بحوالي 75 كيلومتراً جنوب العاصمة الاقتصادية للدولة، ودماً، وبحوالي 345 كيلومتراً غرب عاصمة البلاد السياسية، الرياض. تعود جذور تاريخ المدينة إلى العام 1940 عندما بدأت شركة أرامكو في تطوير المنطقة لاستخدامها كنقطة محورية لموظفي الشركة عقب الاكتشاف الكبير للنفط هناك. تتمتع "بقيق" بتاريخ غني يعكس أهميتها المحلية والإقليمية.

اسم "بقيق"، كما يُروى، نشأ من مصدر طبيعي قريب وهو ينبوع الماء الذي كان يعرف باسم "البق". وقد ضمت المدينة منذ بداية تشكيلها جميع الخدمات الضرورية لعيش راقي وسليم لأهلها المقيمين هناك والسياح الذين يأتون للاستمتاع بخيالها الطبيعي واستكشاف تاريخها الغني. شهدت العقود الأخيرة العديد من المشاريع التنموية العملاقة التي عززت مكانة المدينة كمركز رئيسي للأعمال التجارية والصناعة الثقيلة.

ومن أكثر الأمور التي جعلت منها نقطة جذب هي احتواءها لأحد أكبر حقول النفط حول العالم. في يوم ذروته الإنتاجي، وصل معدل تصدير النفط الخام من بقيق إلى رقم مذهل يصل إلى 9,720 برميل بالساعة! ولم تكتفَ الحكومة بذلك فقط بل حرصت أيضًا على توفير كافة وسائل الراحة لسكان البلدة عبر شبكات مواصلات متقدمة مثل خطوط القطارات التي تربط بقيق برياض والدمام ومن خلالهما بالإحساء وأبقيق الأخرى. بالإضافة لذلك فإن الرعاية الصحية تلعب دورًا حيويًا في الحياة العامة حيث تعد المستشفى الحكومي المركزي أحد المعالم الطبية ذات القدرة الاستيعابية الواسعة والتي توفر رعاية صحية ممتازة لما يقارب ثلاثين سريرًا داخل مبانيه الحديثة. ولا تقتصر خدمات الصحة الجيدة هنا على الجانب الحكومي فحسب إذ تقدم المؤسسات الخاصة أيضا خدمات طبية عالية الجودة.

ونظرًا لتراثها القديم المرتبط بالعربانت التجاري التقليدية، تأخذ الأسواق الشعبية في بقيق مكان خاص في قلوب السكان وزوار المكان على حد سواء. أشهر هذين السوقين هما سوق أبومية الشهير وسوق الجمعة الواقع بالقرب من مدرسة الثانوية المحلية والذي يدوم حتى ساعات ما بعد ظهر اليوم التالي لصلاة الجمعة تلك. أما بالنسبة للتجارب التسوق الأكثر حداثةً فتجد ملاذك المثالي لدى زيارة مول بقيق الحديث والاستمتاع بما فيه من علامات تجارية عالمية ومتاجر فرعية متنوعة.

وفي الوقت الحالي يجري العمل حالياً على تنفيذ خطط لإطلاق مجمع جديد متخصص بالألعاب الرياضية يحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير عبد المحسن بن جلوي تكريمًا لجهاداته وجهوده الخيرية العديدة تجاه المجتمع السعودي عموماً وتعزيز ثقافة الشباب تحديداً عبر دعم مختلف الانشطة والالعاب الرياضيه المختلفة .

هذا ملخص واضح لمدنية بقيق - قصة نجاح حضارية واقتصاديه تزخر بتاريخ نابض بالحياة وواسع الانتشار حول المملكة وخارج حدود الوطن العربي أيضًا.