تعد مدينة القيروان واحدة من أقدم وأشهر المدن الإسلامية في العالم، وهي تحمل مكانة خاصة بين مدن شمال أفريقيا بسبب موقعها الاستراتيجي وتاريخها العريق. تقع هذه المدينة التاريخية في وسط تونس حاليًا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 151,676 نسمة وفقاً لإحصاءات عام 2022. تأسست القيروان على يد عقبة بن نافع سنة 67 هـ/684 م كمركز للإدارة والقوة لمهد الإسلام في غرب أفريقيا. وبفضل موقعها الجغرافي الرائع، كانت نقطة ارتكاز هامة للتبادل التجاري والثقافي مع أوروبا وآسيا ومختلف مناطق المغرب العربي.
القيروان اليوم هي ليس مجرد مسقط رأس الحضارة البونيقية والتجارية القديمة؛ فهي أيضًا شاهد حي على روعة الفن والعمارة الإسلامية خلال القرنين الثامن والعاشر الميلاديين. يوجد بها العديد من المعالم الأثرية التي يعود تاريخها إلى تلك الحقبة الزاهية مثل الجامع الكبير الذي يعتبر أحد أكبر المساجد وأقدمها بعد مسجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما توجد أيضاً مقبرة العباديّة والتي تعتبر أول مقبرة إسلامية خارج الجزيرة العربية. بالإضافة لذلك، تتميز القيروان بتراث ثقافي غني يعكس تنوع حضارات المنطقة عبر الزمن، مما جعل منها وجهة سياحية مميزة للمحبيّن للتاريخ والأثار والثقافة.
على الرغم من كونها مركزاً دينياً وثقافياً مهماً، فإن الحياة المعاصرة في القيروان تطورت بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة مع ظهور مراكز تجارية وحديثة. ومع ذلك، ما زالت المدينة تحتفظ بطابعها القديم التقليدي الذي يجذب السياح من جميع أنحاء العالم الذين يأتون للاستمتاع بتاريخها الغني والحاضر النابض بالحياة. إنه مشهد فريد يجمع الماضي بالحاضر ويجعل من القيروان واحداً من أكثر المواقع جاذبية للزيارة والاستكشاف في منطقة البحر المتوسط.