محافظة درعا، الواقعة جنوب سورية، تتميز بموقعها الاستراتيجي الجميل وارتباطاتها التاريخية العميقة بالمنطقة العربية. وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه المحافظة نحو 18,026 كيلومتر مربع، مما يجعلها واحدة من أكبر محافظات البلاد مساحةً. هذا الموقع الفريد منحها مكانة خاصة جعلتها مركز جذب للسكان عبر الزمان.

تشكل تضاريسها المتنوعة بين الجبال والأودية والمروج الخضراء لوحة طبيعية خلابة تجذب السياح الذين يأتون لاستكشاف كنوز الطبيعة فيها. تعد مدينة درعا عاصمة المحافظة القلب النابض لسوق مزدحم نابض بالحياة يعكس طابع الحياة اليومية هناك. بالإضافة إلى ذلك، تحتضن عدة مناطق تاريخية هامة مثل قصر الكامل وحصن الشقيف الشهير، ما يدل دلالة واضحة على أهميتها الثقافية والتاريخية الساحقة.

تتمتع محافظة درعا بثروات زراعية كبيرة بسبب خصوبة تربتها التي تسمح بزراعة مختلف أنواع الحبوب والخضروات والفواكه بشكل واسع. كما أنها مصدر رئيسي لإنتاج البقول والحبوب والحمضيات، مما يساهم بشكل كبير في الاقتصاد القومي للبلاد. إن هذه الخصائص المشتركة مع قربها من الحدود الأردنية والعراقية تعزز دور درعا كحلقة وصل ثقافي واقتصادي حيوية في المنطقة برمتها.

بذلك يمكننا القول بأن محافظة درعا ليست مجرد رقعة جغرافيا فقط؛ بل هي قطعة ثمينة بتاريخ مجيد وآمال مستقبل مشرق تتشابك فيه الروابط المجتمعية والثقافية والتجارية لتوحد أهلها وتحافظ على هويتهم الفريدة وسط تحولات العالم المعقدة حولهم.