جزيرة سليمان، وهي جزء من الارخبيل الميلانيزي الواقع شمال شرق أستراليا وغرب بولينيزيا الفرنسية، تتكون من حوالي 992 جزيرة صغيرة وكبيرة تمتد لمساحة تقارب 28,450 كيلومتر مربع. هذا البلد المتنوع يعتبر موطن لنصف مليون شخص تقريبًا ويعشقون الحياة حول بحر المرجان. تتمتع البلاد بثراء بحري ملحوظ بسبب قربها من منطقة حزام النار بالمحيط الهادئ - مكان نشاط البركان البحري.
تاريخياً، كانت الجزيرة مأهولة منذ آلاف السنين بواسطة السكان الأصليين الذين هم من شعب ميلانيسيا. ومع ذلك، أول رسو قدم أوروبي كان يدعى بيدرو سارمينتو في العام ١٥٦٨م. وقد أدت الشائعات التي تفيد بتواجدهذه المنطقة بغنى ذهبي إلى محاولات الاستيطان الفاشلة من جانب الاسبان والنمساويين خلال القرون التالية.
دخلت الجزيرة عصراً جديداً عندما جاء المبشرون الأوروبيون بدايةً في القرن التاسع عشر لتقوية وجودهم التجاري والاستعماري. لكن الفترة الأكثر أهمية حدثت مع الاحتلال الياباني أثناء الحرب العالمية الثانية والذي أجبر معظم السكان المحليين على النقل المؤقت لأستراليا مما جعل إنتاج المحاصيل كالزراعة توقفت مؤقتاً. بعد نهاية الحرب مباشرة، أصبح الموقع السياسي الرئيسي للجنة الأمم المتحدة للأمم لغرب المحيط الهادئ مركز تحكمه "هونيارا".
تضم هذه الجزر العديد من المناطق الطبيعية الرائعة مثل جبل بوغانفيل القمة الأعلى والتي ترتفع فوق مستوى سطح البحر بـ ٢٤٤٧ متر، كما تعتبر مصائد أسماك الشعاب المرجانية والمعروفة باسم " The Solomon Sea" واحدة من أفضل المواقع للغوص عالميًا. المناخ هنا معتدل ورطب طوال السنة مع متوسط درجات حرارته حوالي ٢٦ درجة مئوية. تساقط الأمطار بكثافة خاصة خلال فصل الصيف بينما تكون الضفاف شمالي الشرق أقل مطراً نسبيًا.
في النهاية، تعد جزيرة سليمان نقطة فريدة تجمع بين الثقافات والتاريخ الجميل والسحر البيئي الذي يستحق الاكتشاف!