فتح مدينة تستر: حصار طويل وانتصار حاسم

التعليقات · 1 مشاهدات

تقع مدينة تستر، إحدى أقدم المدن الفارسية، على نهر كارون في الأهواز. تتميز المدينة بسورها الضخم ذي الأبراج العالية وخندقها المملوء بالماء الذي يحيط بها

تقع مدينة تستر، إحدى أقدم المدن الفارسية، على نهر كارون في الأهواز. تتميز المدينة بسورها الضخم ذي الأبراج العالية وخندقها المملوء بالماء الذي يحيط بها، مما يجعلها واحدة من أكثر الحصون قوة في فارس. ومع ذلك، فإن هذه القوة الدفاعية لم تكن كافية أمام تصميم المسلمين.

كان الهرمزان، حاكم تستر، قد نقض عهوده مع المسلمين ثلاث مرات، مما دفع عمر بن الخطاب إلى إرسال جيش من الكوفة بقيادة النعمان بن مقرن لمواجهته في الأهواز. كما أرسل جيشين آخرين بقيادة سويد بن مقرن وجرير بن عبد الله البجلي، اللذين خاضا معركة القادسية. بالإضافة إلى ذلك، أرسل عمر جيشًا من البصرة بقيادة سهل بن عدي، الذي اصطحب معه خمسة من خيرة الفرسان المسلمين.

انطلق النعمان بجيشه من الكوفة عبر نهر درجلة، بينما توجه سهل بن عدي بجيشه من البصرة باتجاه الأهواز. ومع ذلك، كان جيش النعمان أسرع في الوصول، حيث عبر سوق الأهواز ووصل إلى مدينة رامهرمز، حيث كان الهرمزان. هنا، حدثت معركة حاسمة انتهت بانتصار المسلمين.

عندما علم سهل بن عدي بنبأ انتصار النعمان، غير وجهته نحو تستر، حيث حاصرها مع النعمان وباقي فرق الجيش الإسلامي. استمر الحصار ثمانية عشر شهرًا، وهي أطول مدة في التاريخ تُحاصر فيها مدينة. خلال هذا الوقت، تعرض جيش المسلمين لهجمات الفرس من أبراج الحصن.

في النهاية، تمكن أبو موسى الأشعري، الذي أرسله عمر بن الخطاب على رأس جيش آخر من البصرة، من اقتحام الحصن عن طريق نفق المياه بعد أن أعطي أحد الفرسان الأمان مقابل إعطاء خارطة الدخول إلى تستر. وهكذا، تم فتح المدينة بعد حصار طويل وانتصار حاسم للمسلمين.

التعليقات