تعد جزيرة فرسان واحدة من أجمل وأندر المناطق الطبيعية في المملكة العربية السعودية، وتقع هذه الجزيرة الغنية بالتنوع البيولوجي والتاريخي في خليج العقبة، جنوب مدينة جازان. تمتدّ مساحتها إلى حوالي 215 كيلومتراً مربعاً وهي مجموعة من الجزر الرملية المتفرقة التي تشكل معاً منظراً طبيعياً ساحراً.

تمثل جزيرة فرسان مركز اهتمام عالميين بسبب تنوعها الأحيائي الفريد والمهدّد بالخطر العالمي. توفر الجزيرة موطن طبيعي لمجموعة متنوّعة ومتنوعة من الأنواع النباتية والحيوانية. يزدهر هنا أكثر من 64 نوعاً مختلفاً من الطيور، بما فيها أنواع نادرة مثل "العُقاب الشَّاهق"، و"البومة الصحراوية". كما تستضيف الجزيرة عدة أنواع من الثدييات البرية والبحرية، منها الظبي العربي والدلفين المسنون. بالإضافة لذلك، تعد مياهها غنية بالحياة المرجانية الملونة والحياة البحرية المختلفة الأخرى.

من الناحية التاريخية والثقافية، تحتفظ جزيرة فرسان برموز مهمّة تعكس تاريخ المنطقة وحضارتها العريقة. كانت لها دور بارز كمركز تجاري رئيسي بين الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا منذ القدم. تشهد الآثار القديمة المنتشرة على طول الجزيرة على نشاط التجارة البحريّة القديمة والنقل عبر مسارات بحر العرب.

بالإضافة لأهميتها البيئية والتاريخية، تتميز جزيرة فرسان أيضاً بطابعها العمراني التقليدي المحافظ. يعيش السكان المحليون حياة بسيطة تتناسب تماما مع بيئة الجزيرة، وهم معروفون بروح الضيافة والكرم. تعتبر قرى الصيد الصغيرة الموبوءة بالأشجار الخضراء والمباني الحجرية مثال حي للتوافق بين الإنسان والطبيعة.

في الختام، تمثل جزيرة فرسان قيمة هائلة للمملكة العربية السعودية وللعالم بأسره. إنها ليست مجرد موقع سياحي خلاب فقط، بل هي أيضا رمز للتنوع البيولوجي العظيم والإرث الثقافي المحمي بحكمة سكانها الأصليين الذين يحافظون بدورهم على هذه القلادة الرائعة للأجيال القادمة.