منطقة عفرين: جوهرة الجمال الطبيعي والثروة التاريخية بسوريا

التعليقات · 1 مشاهدات

تُعدّ منطقة عفرين إحدى أغنى مناطق سوريا بالحياة البرية والتاريخ العريق، فتشتهر بموقعها الاستراتيجي في الشمال الغربي للبلاد ضمن محافظة حلب. تمتد هذه ال

تُعدّ منطقة عفرين إحدى أغنى مناطق سوريا بالحياة البرية والتاريخ العريق، فتشتهر بموقعها الاستراتيجي في الشمال الغربي للبلاد ضمن محافظة حلب. تمتد هذه المنطقة الجغرافية الفريدة عبر مساحة واسعة تصل لثلاثة آلاف وثمانمئة وخمسمئة كيلومتر مربع، مما يعادل نسبة ضئيلة لكن ذات تأثير ملحوظ هي ٢٪؜ من المساحة الإجمالية لسوريا الشاسعة. وتتنوع تضاريسها بشكل فريد بين المرتفعات الوعرة والأودية الخصبة المغذاة بنهر "عفرين"، أحد روافد نهري البليخ والنيرب الشهيرة في المنطقة.

وتستمد عفرين جمالها الأخاذ من تنوع بيئاتها الخلابة؛ فالغابات الكثيفة والشجيرات المُكسِبة للأرض لون أخضر نابض تُشكِّل لوحة طبيعية ساحرة للقلب والعين معًا! وقد اتخذت الحكومة السورية مؤخرًا قرارات حكيمة لتعميق وتعزيز رقعة تلك الغابات الجميلة، مستلهمين بذلك روح تراثٍ مجيد وغني بالتراث البيئي والحضاري العظيم لهذه الأرض الطيبة. وهذه السياسة المستدامة ليست فقط لمجرد إبراز مدى جمالية المكان وإنما لحماية الثروة الحيوانية فيها أيضًا وحفظ توازن النظام البيولوجي المحلي والقومي بالنظر لما تمثله البلاد عموماً من كنوز بيئية متنوعة.

وبالنسبة لملامحه الإنسانية، فإن ينبوع الحياة ينضح بحوالي خمسون ألف ساكن معظمهم أكراد الأصل الذين عاشوا جنباً إلى جنب مع مكونات سكانية أخرى تعايشت منذ القدم وأصبحت جزءً لا يتجزأ من تاريخ المكان المشترك. ويتكون المجتمع المحلي للعفرينية -كما يُطلق عليها محليا- من عدة نواحي رئيسيه تشمل شيوخ الحديد وراجو والمعبطي وببلبي وبلاس مركز شران وجندرص إضافة إلى أكثر من ثلاث مائة وثمانية عشر قرية صغيرة مترامية الأطراف هنا وهناك موزعة بطريقة عفوية تتماشى مع المنحنيات الجغرافية الخاصة بكل موقع أرضي بما يحقق التوازن اللازم للحياة الاجتماعية والصالح العام لكل فرد ولكل فرد حي سياسي واجتماعي داخل مجتمع واحد يتمتع بثرائهم جميعاً.

ومن باب افتخار واحتفاء بالآثار الحضارية القديمة التي ترتفع كتلك المثيلات لشواهدهم شاهقة أمام الأمزون العالي؛ مثل حصن نبى حرم الله ذاته المباركة ودوار الدودريه... إلخ.. فقد اشتهرت منطقتكم العزيزة بصمود شعبها وشجاعتهم وصلابتهم فهم شعوب مقاومة ونامية بلا هوادة وهم يدافعون بشجاعة عن حقوقهم الثقافية والديموقراطية والسلم الاجتماعي رغم كل المصاعب والعقبات العديدة والشدائد المؤلمة التي تعرضت لهم خلال العقود الأخيرة الماضية... ولكنهم اليوم يؤكدون للعالم اجمع انهم حاضر دائم وصامد ولا يمكن لأي قوة مهما بلغ جبروتها ان تطمس نور حضارتهم وان تستطيع اقتلاع جذور جذوة ثوابتهم الوطنية والإنسانية الراسخة!! إن أبناء هذه الرقعة العزيزة هم الآن يعملون بإصرار معنوي وإخلاص تفاني غير يسير لإعادة بناء مدنهم وقراهم مرة أخرى بعد الحرب المدمرة المفجوعة... فهؤلاء الناس لن يستسلموا لسيناريوهات الموت بل سيدحضونه بالمقاومة ورد الحق بكامل حدود حقهم القانوني الشرعي الذي منحوه إياهم آبائهم وأجدادهم القدامى !! لذلك فلابد لنا يا صديقي الغالي التعرف على المزيد حول قصة نجاح الشعب الإصلاحي لبناء وطنه واسترجاع أمجاد أسلافه وماضي عظيمه ... إنها بالفعل مأساة إنسانية بشعة لكن أيضا تحكي قصة مواجهة شجاعة ضد كل انواع الظلم والاستبداد والاستبدادية المتغطرس .. وهكذا ستظل تحتفل فرصة الوطن العزيز دائما بإنجازات أهلها الضارية وهم يصنعون اعظم دراسة للتاريخ الحديث لدولة عالميه.....

التعليقات