جزيرة فيلكا: محيط ساحر وغنية بتاريخ طويل

التعليقات · 2 مشاهدات

جزيرة فيلكا، تلك القطعة الصغيرة لكن الغنية بالتاريخ والمعالم السياحية، تعد من أجمل المناطق الطبيعية التي تقع ضمن مياه الخليج العربي وتمثل جزءًا مهمًا

جزيرة فيلكا، تلك القطعة الصغيرة لكن الغنية بالتاريخ والمعالم السياحية، تعد من أجمل المناطق الطبيعية التي تقع ضمن مياه الخليج العربي وتمثل جزءًا مهمًا من تاريخ الكويت القديم. هذه الجزيرة المثلثة الشكل تمتد لأكثر من 43 كيلومتر مربع، بطول يصل إلى 14 كيلومتر وعرض 6 كيلومترات تقريبًا. رغم ارتفاعها المنخفض والذي لا يتجاوز عشرة أمتار فوق سطح البحر، فإن موقعها الاستراتيجي جعل منها مركزًا تجاريًا هامًا عبر العصور المختلفة منذ حضارة بلاد ما بين النهرين حتى يومنا هذا.

اسم "فيلكا"، وهو الاسم الحديث لهذه الجزيرة، يحمل معاني عميقة متجذرة في التاريخ. فقد تم استخدامه نتيجة تشابهها الخارجي بجزر إيكاروس الشهيرة في اليونان، بالإضافة لتسميات أخرى قديمة كـ"بيلوجي" و"أكوادا". ومع مرور الوقت، تطورت للحصول على هويتها الخاصة كموقع حيوي للتبادل التجاري والاستقرار البشري.

بالعودة إلى سكان الجزيرة، يمكننا القول بأن تعداد السكان الحالي يقارب الخمسة آلاف شخص. ولكن قبل سنوات الحرب الخليجية الثانية، كان هناك مجتمع متنوع يشمل أبناء شعوب مختلفة مثل العرب المقيمين من دول مجاورة كتلك الموجودة حاليًا بالإمارات والبحرين والمملكة العربية السعودية والعراق وغيرها. لكن اليوم، الكثير منها أصبحت مهجورة بشكل مؤقت بسبب الظروف السياسية والتحديات البيئية.

تشتهر جزيرة فيلكا بمجموعة رائعة ومتنوعة من المعالم الثقافية والأثرية. تبدأ رحلتنا بزيارة قرية سعيدة التاريخية، وهي الآن فارغة من السكان باستثناء الآثار الأثرية التي تحكي قصص الماضي. تعتبر هذه القرية واحدة من أكثر مناطق الجزيرة نشاطًا سابقًا نظرًا لمكانتها باعتبارها ميناء رئيسيًا للشحن البحري. علاوة على ذلك، تضم القرية مكان مقدس يُطلق عليه مقام الخضر وبعض بقايا المساجد الإسلامية القديمة.

إذا اتجهنا نحو الشرق قليلاً، سنصل إلى قرية الدشت - وهي موطن لكل مسجد صغير وظل تحت رعاية الإمام الفاضل الشيخ عثمان بن سند لفترة طويلة. أما بالنسبة للقرية المرتفعة تسمى القرينية، فهي معروفة بمرافقها البحرية المتنوعة بما فيها المراسي المستخدمة لسفن الصيد وصناعة اللؤلؤ. ثم تأتي قرية الصباحية ("النخيل") التي اكتسبت شهرتها من موارد المياه الجوفية العذبة وكثبان نخيلها الشاهقة - علامات مميزة ساعدت كثيراً البحارة أثناء التنقل حول المنطقة.

وأخيراً وليس آخراً، يوجد موقع القصور الأثري الذي يحتضن اثنتي عشرة موقعًا ثقافيًا بارزًا بما في ذلك كنيسة يعود عمرها لعصر الدولة العباسية الغابر. والقائمة تستمر مع قرية الزور الجميلة ذات الشواطئ الرملية الناعمة والحماية الطبيعية ضد الأمواج العنيفة - مما يجعلها مكان مناسب لرياضة الصيد البحري ولذلك اختارتها مجموعة الأشخاص ملاذا لهم خاصة عندما انتشر مرض الطاعون المدمر هناك أيام حكم الملك عبد العزيز آل سعود سنة ١٧73ميلادية .

في الأخير ، تتميز جزيرة فيلكا بتراث ثقافي غني وجاذبية طبيعية خلابة تجعلها وجهة مثالية للاستكشاف لاستعادة ذكريات حقبتين مختلفتين تمام الاختلاف : عصر ازدهاره الاقتصادي وتطور حياته الاجتماعية جنباً إلي جانب التأثيرات التاريخيه وتغيورات العالم المعاصر وما خلفاه خلفهما خلفهما لهذة الأرض القديمه .

التعليقات