مجلس التعاون العربي هو منظمة تأسست عام 1989 بهدف تحقيق التكامل السياسي والاقتصادي بين مجموعة من الدول العربية. لكن رحلته كانت قصيرة نسبيًا نتيجة لحرب الخليج الأولى التي أدت إلى حلّه في العام التالي. ومع ذلك، حتى خلال الفترة القصيرة جدًا منذ إنشائه وحتى انحلاله، نجح هذا المجلس في وضع أسس مهمة للتعاون المستقبلي.
تم توقيع الاتفاقية التأسيسية لمجلس التعاون العربي في بغداد في ١٦ فبراير/شباط عام ١٩٨٩ بحضور كبار الشخصيات الرسمية لكل من الأردن ومصر والعراق واليمن برئاسة كل من الملك حسين بن طلال رئيسا للأردن آنذاك، ورئيس جمهورية العراق صدام حسين، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح والرئيس المصري محمد حسني مبارك. وقد حمل هذا الاجتماع رمزية كبيرة حيث رسم بداية لسلسلة جديدة من الجهود لتعزيز الوحدة والتكامل بين البلدان العربية.
يهدف مجلس التعاون العربي أساسا إلى تحسين التنسيق والتعاون بين أعضائه في شتى المجالات بما في ذلك الحياة العامة، بالإضافة إلى العمل نحو تكامل اقتصادي متدرج وتعزيز الاستثمارات والمبادرات المشتركة وإنشاء سوق موحدة فضلاً عن ترتيبات دفاع وتنسيق عسكري بين الأعضاء. كما يسعى المجلس أيضاً إلى تقريب المسافات بين الشعوب المختلفة وتحفيز التواصل الثقافي والفكري بين دول المجلس وبناء روابط اجتماعية أقوى. ومن الجدير ذكره هنا حرصه أيضًا على فتح الباب أمام الانضمام لأي دولة عربية أخرى ترغب بذلك مما يعكس الطابع العالمي للحركة.
على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهتها المنظمة عقب تفجر أحداث Gulf War (الحرب الخليج الثانية) والتي أدت لحلها لاحقا, فإن بعض الخطوات العملية اتُخذت مؤخرا لإعادة تقدير أهميتها مجددا. فعلى سبيل المثال قامت الحكومة المصرية بشراء نفط خام من العراق ابتداء من سنة ٢٠١٧ بينما بدأ الأردن يستقبل صادراته من الوقود نفسه منذ عام ٢٠١٩. علاوة على ذلك, تقوم الدول الثلاثة حاليًا بتنفيذ مشروع مشترك متعلق بصناعة الطاقة يتمثل بخلق طريق نقل مباشر يربط مواقع إنتاج الخام بالعراق بميناء العقبة الأردني -وهو ما قد يؤدي بشكل غير مباشرة لاستخدام قناة سويس البحر الأحمر المتاحة لدي السلطات المصرية أيضا-. وهذا السياق الجديد يشكل مؤشر واضح عن قدرة المنطقة واستعدادها للاستثمار في تعميق الروابط التجارية داخل العالم العربي الواسع.