تقع مدينة غات، إحدى أهم المدن في جمهورية ليبيا، بموقع استراتيجي داخل صحرائها الغربية المترامية الأطراف. تطل هذه المدينة التاريخية على حدود الجزائر، وتعتبر مركزًا حيويًا لمنطقة تمتد عبر ملايين الأميال المربعة. تتمتع مدينة غات بتاريخ غني وثقافة فريدة تعكس تنوعًا ثقافيًا رائعًا.
تمتاز مدينة غات بتنوع سكانها، إذ يشكل الطوارق والأمازيغ أغلبية السكان الذين يتحدثون اللغة الأمازيغية بطلاقة، سواء بالحروف التقليدية مثل التيفيناغ أو استخدام الحروف العربية المستعارة. ومع ذلك، فإن بعض السكان الآخرين يتحدثون أيضًا اللغة العربية كلغة أولى، بينما هناك أقلية صغيرة تستطيع التواصل بلغتهم الأصلية وهي لغة الهوسا بسبب أصولهم الوافدين من نيجيريا والنيجر.
على الرغم من اختلاف الآراء حول أصل تسميتها، إلا أن الرأي الأكثر قبولًا بين سكان المحلية يرجع سبب تسميتها إلى "غاث" نسبة للشيخ الزاهد القديم الذي دفن هناك والذي يسمى "غوث". وقد حافظ موقع المدافن لهذا الرجل الصالح على ذكرى اسمه حتى يومنا هذا.
موقعه الجغرافي الفريد جعل منها بوابة هامة للتبادل التجاري والتواصل الثقافي مع مناطق مجاورة لها. حيث تربطها طرق تجارية مهمة بمدن أخرى كتمبكتو الشهيرة والتي تعد الآن جزءاً من دولة مالي حالياً. علاوة على ذلك، فهي موطن لجبال أكاكوس وأقدم نقوش أثريّة تعود لأكثر من ستة ألفيات عاماً مضت مما يجعل منها متحف طبيعي مفتوح أمام زواره.
بالإضافة لذلك، تشتهر منطقة غات بعدد كبير من المواقع السياحية والثقافية المثيرة للإعجاب بما في ذلك القلاع التاريخية والقصور القديمة والجدران الدفاعية ذات الهندسة المعمارية الرائعة والتي تؤكد مكانة غات كموقع حضاري مميز في وسط الصحراء الليبية البرية.
