تقع محافظة عرعر، jewel of Northern Saudi Arabia, بشكل استراتيجي في شمال البلاد، متوسطة منطقة الحدود الشمالية الثلاثة الأخرى - طريف ورفحاء - مما يجعلها بوابة رئيسية عبر نسيج العلاقات الدولية المعقدة لهذه المقاطعات. ترتفع هذه المحافظة فوق أرض تمتد لمساحة تتراوح بين 40 كيلومتراً مربعاً و 50 كيلومتراً مربعاً، موطن لما يقارب مئتي ألف ساكن سعودي وعراقي وسوري وفلسطيني منهم. تشكل عاصمة المحافظة، مدينة عرعر نفسها، قلب النشاط السكاني والاقتصادي هنا؛ إذ تستضيف غالبية مواطني المحافظة فضلا عن كونها نقطة عبور أساسية لتبادل التجارة والبشر بين العديد من البلدان.

إن الموقع المركزي لمحافظة عرعر له أهميته السياسية والثقافية أيضًا. فهي تعبر حدود عدة دول ذات شأن عالمي مثل إيران والعراق وأفغانستان ودول مجلس التعاون الخليجي بما فيه قطر والإمارات العربية المتحدة بالإضافة لدولة اليمن والمملكة المغربية غربا. وبالتالي فأنت ترسم خريطة واسعة ومتعددة الثقافات تحت سقف واحد. هذا الأمر منح المحافظة دور رائد سواء بالنسبة للسفر الشخصي أو حركة البضائع التجارية القادمة من الشرق المتنوع وجنوب آسيا حتى إفريقيا وغرب أوروبا. ولا يغفل المرء دوره الحيوي أثناء عملية أداء الشعائر الدينية للحجاج والمعتمرين الذين يستخدمون طريق رحلة المعتمرين الشهيرة "طريق الهدى".

كما أنها ليست مجرد حاجز جيواستراتيجي وحسب ولكن أيضا وجهة سياحية مغرية خاصة خلال فصلي الربيع والخريف حيث ينعم الزوار بتجربة طبيعية خلابة بدأت منذ القدم بحماية بيئة صحراوية غنية بالنباتات والأزهار البرية وكذلك الطير الظاهر بصورة مبهرة أثناء فترة هجرتهم السنوية. أما قلعة دوكرة التاريخية والقلاع الإسلامية الأصلية الأخرى فساهمت بجذب المزيد من السياح المهتمين بتاريخ المكان القديم. علاوة على ذلك تقدم المدينة الحديثة مجموعة متنوعة من الفرص الترفيهية كالرياضة والفعاليات الثقافية المنظمة ضمن المنشآت العامة المجهزة خصيصا لكل نشاط. ويظل مشهد الحياة اليومية هنالك انعكاس واضح للتراث العمراني ومعاصرة المستقبل بكل تألق وسط الصحراء الشاسعة.