مدينة تلمسان: تاريخ وثقافة مليئة بالروائع

التعليقات · 0 مشاهدات

تقع مدينة تلمسان الرائعة في الجهة الشمالية الغربية للجزائر، وتعرف بلقب "لؤلؤة المغرب الكبير" لما تمتاز به من جمالية تاريخية وفنية فريدة. سمّاها المستش

تقع مدينة تلمسان الرائعة في الجهة الشمالية الغربية للجزائر، وتعرف بلقب "لؤلؤة المغرب الكبير" لما تمتاز به من جمالية تاريخية وفنية فريدة. سمّاها المستشرق الفرنسي جورج مارصي بـ"مدينة الفن والتاريخ"، وقد أصبحت العاصمة الرسمية لوادي تلمسان منذ القدم، حيث تحتل المرتبة الثانية بين مدن الجزائر أهمية بعد وهران. إن ثراء تراثها العمراني والإسلامي المبهر ينبئ بحقائق غنية عبر حقبات زمنية متعددة. تضم المدينة عدداً هاماً من المعالم الدينية والمدارس العلمية التي ترتفع شاهقة شاهقة وسط الطبيعة الخضراء المهيبة، وذلك بسبب انتشار زراعة الزيتون والشجيرات الطويلة بما فيها الكرمات والفواكه الأخرى مما جعل منها واحة سحرية خلابة.

أصول التسمية المتنوعة لمدينة تلمسان

تتنوع الآراء بشأن مصدر تسمية المدينة، إلا أن أكثر النظريات شعبية تشير إلى أنها نشأة من اتحاد كلمتين أمازيغيتين هما "تل مسان" حسب قول الدكتور بيحيى بو عزيز، وتعني حرفياً "التجمع بجوار المساحة الواطئة". بينما يقول بعض الباحثين الآخرين إنها اقتربت كثيرا من الأصل الحقيقي للأمازيغيه وهو "تالا يمسان"، والذي يعني حرفيًا مكان منبع المياه الجارية. كما يقترح بعض العلماء الآخرون فرضية أن التسمية قد تكون متحورة لكلمة "تلمسن" بمعنى مناطق الينابيع أو تجمعات المياه.

رحلة عبر الحقبات التاريخية لمدينة تلمسان

كانت بداية حياة هذه المدينة المباركة عندما قاد الشعب الأمازيغي بناء حصن جديد يُعرف اليوم بـ "أكادير"، وفي وقت لاحق سيطر الفانداليون لفترة وجيزة أثناء الفترة الرومانية لهم لكن سرعان ما طردتهم القوات الرومانية بزعامة الأمبراطور الروماني هونوريوس (Honorius). وبعد مرور سنوات طويلة انتقلت البلاد تحت تأثير الإمبراطورية البيزنطية بيد أن الأمر استمر لسنة واحدة فقط عقب غزو العرب والأفارقة بقيادة عقبة بن نافع سنة 671 ميلادية. شهدت القرون التالية ظهوراً واضحاً لأعلام بارزين مثل أسرة صنهاجة وأولاد راشد وآل مرين وغيرهم ممن ترك بصمة واضحة داخل حدود البلد العزيزة.

وفي مطلع القرن الثاني عشر الميلادي ظهر شخصية مؤثرة جدا وهي علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إدريس الأزدي (1125 - 1184) مؤسس الدولة الموحدية بالمغرب العربي والتي تعد احدى الدول ذات التأثير الإسلامي المهم آنذاك. أمضى هذا السلطان حوالي خمس عشرة عاما محتلا ومتسلطا على منطقة دولتي المرابطين والحمدين محافظا عليها تلك الفترة المضطربة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا أيضا نظر لأنه عرف عنه زملائه بأنه حاكم محنك شديد التدبير ولم يكن مستكانا أمام الحرب أبدا! نجح بمكر كبير وسعة خبرة دبلوماسية موفقة للتوصل لاتفاق سلام مع قبائل الزناتيين المحلية وبذلك يتمكن بذلك الانتصار ليس للحرب فقط ولكنه يعكس ذكائه السياسي غير التقليدي فقد كان قادرآ لإدارة شؤونه السياسية الخارجية بشکل فعال للغاية وتمكن بالتالي بسط سلطانه نحو الشمال الافريقي وشمال غرب افريقيا كذلك رغم الاختلاف الثقافي والجغرافي بينهما نسبيا إلا انه أثبت قدرته الكبيرة وإرادته القوية لتحقيق اهدافه المعلنة وغير المعلنة ايضا سواء اصحاب القرار الرئيسيون ام الشعوب الصغيرة هناك إذ أنه برغم كل الظروف الصعبة عمل بكل جد ونشاط لطرح حلول اصلاح جذريه للمشاكل الداخلية والخارجية بمافيها الاقتصاد والمعارك بالحروب والصفقات التجارية الدولية الناجحه المصاحبه لذلك .ثم يأتي دور البرانسكي عام ١٤٦٥ ليخلف السلطة لنفسه ليستعيد فيما بعد آل نمرود حكم المنطقة مرة أخري حتى وصل دور الاسبان والسعوديون الاستعمار الجزائري عامة وليس تلمسان خاصه وانتهت فترة الاحتلال الأوروبي عام 1962 حينما حصلت الجمهورية العربية الجزائرية الشقيقة للاستقلال الوطني عنها بشكل رسمي ودائم وهكذا تبدأ صفحة جديدة بتاريخ مدينه رائعة ومعطاء كالنسر الكريم !

التعليقات