تتجسد سيمفونية التاريخ والحضارة بشكل رائع في بلدة "مسحرة"، الواقعة شرق محافظة القنيطرة بسوريا على بعد اثنتي عشرة كيلومتراً فقط. اسم البلدة مشتق من القصّة المثيرة حول تل مجاور لها يشبه حدائق الجنّة، وهو ما يعكس أصالة المكان منذ القدم. تُعتبر مسحرة جزءًا من منطقة الجولان الجغرافية ذات المناظر الطبيعية الخلابة وغنى البيئة النباتية المتنوعة.
في زمنٍ مضى، كانت قلعة ماسورة - كما يُطلق عليها محليا- ملاذ الملوك السبعة من عصر آراميين القديم، متخذة منتزهًا لهم وساحتها عطلة موضعيه للاسترخاء ونفض هموم الحياة اليومية. تشير الآثار المكتشفة بالقرب من الموقع إلى وجود حضارات متنوعة تعاقبت عليه عبر الزمن بما فيها الحجرية والبَرونزية والحديدية بالإضافة للعابرین العرب مثل الفترة اليونانية ورومانية والبيزنطيافية والعربية الاسلامیة حتی نهاية الحكم العباسی .
وقد كشف التنقيبات الأثرية النقاب عن كتابات قديمة محفورة بحروف يونانية علي حجارتبازلتية توضح تفاصيل حياتية لسكان المدن والجبال الجولات أيام الدولةالإمبراطورية الرومانية القديمة مفيدة المؤرخین لفهم طبيعة واقتصادهھذه المناطق الريفية آن ذاک كما تساعد دراسة نشاطاته دینیه واجتماعية لدفن الموتى وكيفيتها في فهم الثقافة الاجتماعية المحلية للحياة البدائية هنا.
ومن الجدیر بالتذكیر ان بلدتی"مسحره"كانت واحدة ضمن مجموعة ثلاث وعشرینیقر ی بنفوذ قبيلة الjbawi والتي انتقلت إلى أماكن أخرى بسبب الحرب والصراع الداخلی وعدم الاستقرار السياسي مما أدى نزوح قسم كبير منها باتجاه الشمال والغرب ابقاء جذر تركة حضارية استمرت لعشرات العقود حیث حفظ تراث البلد وماضية محفوظة داخل صفحات التاريخ معبرة عنها بطابع خاص فريد مازالت شاهدا علی مراحل عمران البلاد المتلاحقه عبر الاعصار المختلفة والتي تستحق الدراسات المستقبلية لمزيد التعرف اكثرعلي هدوء المسحة سابقاو حاليا بالنسبة لحاضر الجمهوريةالسوریة الحديثة صاحبة الموطن الحالي لهذة المناطق التاريخیکة.