تُعتبر مدينة الرياض مركزًا إستراتيجيًا مهمًا ضمن خريطة المملكة العربية السعودية، إذ تحتل موقعًا مميزًا وسط شبه الجزيرة العربية. تحديدًا، تقع هذه المدينة الرائدة عند تقاطع خطوط الطول 46.72° شرق وغردين شمال على خط العرض 24.69°. تتمتع الرياض بموقع مرتفع نسبياً عن مستوى سطح البحر بما يعادل 612 متر تقريبًا مما يُعزز أهميتها الجغرافية الاستراتيجية بشكل ملحوظ.
تشغل الرياض موقعًا حيويًا داخل نطاق المنطقة المعروفة باسم "منطقة الرياض"، والتي هي واحدة من ثلاث عشرة محافظة رئيسية بالمملكة. باستثناء هذا الدور المركزي الإداري والعسكري، تلعب المدينة دورًا بارزًا كمقر لتوزيع المنتجات البترولية ومعالجتها نظرًا لموقعها القريب نسبيًّا من حقول النفط الوافرة بالبلاد.
إن التطور الحداثي العمراني المذهل الذي شهدته الأحياء المختلفة في الرياض خلال العقود الأخيرة يدل بوضوح على زخم تنموي واجتماعي هائلين يشكلان أساسا لقوتها المتزايدة كوجهة عالمية جاذبة للاستثمار والمعرفة وفنون الترفيه الحديثة أيضًا. تعكس الهندسة المعمارية الفريدة للمباني الشهيرة مثل برج الفيصلية ومجمع الأعمال الإسلامي المصمم وفق التصميم التقليدي للعمائر الإسلامية الأصيلة روح الماضي والحاضر بطريقة متوازنة وعصرية جدًا ومرتقعة بحنين تاريخي عميق جدير بالتقدير والفخر.
ومن الناحية المناخية، تعرف مدينة الرياض بدرجة حرارتها المرتفعة خاصة أثناء أشهر الصيف حيث يمكن بلوغ المعدلات اليومية لأربعين درجة مئوية أو أكثر. ولكن بالنظر لنسب الرطوبة المنخفضة طيلة السنة وانخفاض معدلات تساقط الامطار -عادة ما تكون موسمية فقط خلال فترة تمتد بين شهر نوفمبر ومايو- فإن البيئة الطبيعية لها أجواء قاحلة صحراوية مميزة. أما الشتاء فهو معتدل نسبيًا مقارنة بالأشهر الأكثر دفئاً ويتراوح فيه متوسط درجات الحرارة بين عشر إلى خمس عشرة درجة مئوية. وبفضل تأثير الرياح الشمالية الغربية المؤدية للجبال، غالبًا ما تستمتع المنطقة بظروف جوية دافئة ومشمسة بغض النظر عن الموسم الزماني الحالي بها.
وفي سياق آخر ذو علاقة مباشرة بالسكان المقيمين المدينيين حاليا هناك حوالي ستة ملايين ساكن يقيمون بدائرة نفوذ مدنية الرياض المستحدثة حديثًا عقب ثورة تقدم اقتصادي غير محدود حدث مؤخرًا وتمثل أحد روافع جذب العمالة الأجنبية الوافدة إليها بكثافة عالية نظراً لحاجة السوق المحلي المتنامية ودائماً للأيدي العاملة المدربة داخلياً وخارجياً كذلك. وليس صدفة ان تصنف منظمة اليونسكو العالمية احدى جامعاتها ضمن قائمة الجامعات العشر الاولى عربياً واسلاميا وهما كلٌ من جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلاميه الأصلآ المؤسسين الأساسيان للحركة العلمية والثقافية بالإقليم عامة وتمتين حضاري مستداماته خلال السنوات الاخيرة خصوصا . ولعل ذلك يرجع لانخراط المجتمع السعودي الحديث بفلسفته الجديدة نحو استيعاب العنصر الإنساني كأحد ركائزه الانسانية الراسخة تجاه تمكين المواطنين وإعطائه الفرصة للتطور بكل حرية وقدسية مهذبة وفي نفس الآن تحقيق أعلى مكاسب ممكنة لصالح الوطن والشباب المتحمس لذلك بدون مغالاة ولا تباهٍ أصلاً!