تقع جزيرة جربة شمال شرقي تونس، مما يجعلها إحدى أكثر الجزر شهرةً وسحرًا في المنطقة. تمتلك هذه الجزيرة الجميلة مساحة تقدر بـ 514 كيلومتر مربع، وهي الأكبر بين جزر شمال أفريقيا، فضلاً عن امتلاكها لشريط ساحلي ممتد يصل طوله إلى 125 كيلومترًا. تربط جزيرة جربة برأس الجرف من خلال عبارات بحرية وعبر الطريق الروماني الواقع بالقرب من مدينة جرجيس أيضًا.
وتشتهر جربة بتاريخها الطويل وثرائها الثقافي، حيث صنفتها منظمة اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي عام ٢٠١٦ تقديرًا لإرثها العمراني والتاريخي الكبير. يتميز الهندسة المعمارية لجربة بروعتها الفريدة خاصة بالنسبة لمساجدها ومعالمها الدينية الشهيرة مثل مسجد سبدويكش والذي أقيم جزؤه السفلي تحت سطح الأرض عدا المدخل والقبة المكشوفتين. ويعكس تصميم المسجد التقليد الإسلامي والمعمار الأمازيغي القديم لبناء هذه المواقع المقدسة داخل الكهوف والصخور الطبيعية المحلية.
في قلب هذا المجتمع متعدد الأعراق والدينيات يوجد كنيس "الغريبة" التاريخي ذي جذوره القديمة والتي تعود لأكثر من 2600 عاماً، مما يجعل منه أحد أهم مراكز الحياة الدينية اليهودية خارج إسرائيل. يجذب هذا الموقع كل سنة مئات السياح والأفراد الدينيين من مختلف بلدان العالم للحج إليه لأسباب ثقافية وروحية كثيرة.
وبالرغم من تنوع سكانها العرقي والديني بشكل ملحوظ – إذ يشكل غير السكان الأصليين نسبة كبيرة منهم– إلا أن الدين الإسلامي يبقى المسيطر بنسب متعددة للمذاهب المختلفة، لكن المذهب الإباضي يحظى بشعبية واسعة كون أغلبية أهل تلك المناطق يدينون بهذا المذهب منذ قرون طويلة.
إن زيارة جزيرة جربة ليست فقط رحلة للسياحة والاستجمام ولكنها أيضا فرصة فريدة للتعرف عن قرب على ثراء الاختلاف الثقافي والروحي الإنساني بكل جوانبه التعبيرية والعمرانية المذهلة حقا!