تقع مدينة بدر، الواقعة غرب المملكة العربية السعودية، ضمن إقليم مكة المكرمة. تعتبر هذه المدينة جزءاً لا يتجزأ من تاريخ وثقافة المنطقة الغنية بتنوعها البيئي والتاريخي. تتميز بدر بموقع استراتيجي بين الجبال الصحراوية والساحل الأزرق للبحر الأحمر. هذا الموقع الفريد جعل منها ملتقى للحياة البرية المتنوعة والموارد الطبيعية الوفيرة التي كانت مصدر رزق للسكان المحليين عبر العصور.
يشكل جبل النور أحد المعالم البارزة في المدينة، وهو ذو أهمية دينية كبيرة للمسلمين كونه المكان الذي بدأت فيه الوحي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بحسب التقليد الإسلامي. كما تضم المدينة العديد من الآثار التاريخية الأخرى مثل آثار الحجر الخضراء وأبو قيس والتي تعكس عمق الروابط الثقافية والتاريخية لهذه المنطقة.
بالإضافة إلى تراثها القديم، شهدت بدر تطورات مهمة خلال العقود الأخيرة. تحولت مع مرور الوقت لتكون مركزاً سياحياً هاماً، حيث يزوره سنوياً ملايين الزوار الذين يأتون للاستمتاع بالمناظر الصحراوية خلابة وبالمناخ المعتدل معظم أيام السنة. وقد أدت هذه الزيادة في السياحة إلى تنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة لسكان المنطقة.
على الرغم من أنها محافظة بشكل كبير، فقد كانت هناك جهود مستمرة لدمج بعض الخدمات الحديثة والبنية التحتية لتحسين نوعية حياة السكان. ومع ذلك، فإن القيم التقليدية والعادات الشعبية ما زالت حاضرة بقوة، مما يعطي المدينة طابعاً فريداً ومتميزاً وسط المدن السعودية الحديثة.
وفي خضم تحديات القرن الحادي والعشرين، تستمر مدينة بدر في الاحتفاء بتاريخها بينما تتطلع بثقة نحو المستقبل، مدركة أنه يمكن تحقيق التوازن المثالي بين الحفاظ على هويتها الأصلية واستيعاب التحولات الاجتماعية والاقتصادية الجديدة.