عدد جزر البحرين وأهميتها الجغرافية والاستراتيجية

التعليقات · 0 مشاهدات

تعدُّ جمهورية البحرين إحدى دول الشرق الأوسط التي تحتل موقعاً استراتيجياً هاماً في قلب الخليج العربي، وهي تتكوّن بشكل أساسي من مجموعةٍ بارزةٍ ومتنوعة م

تعدُّ جمهورية البحرين إحدى دول الشرق الأوسط التي تحتل موقعاً استراتيجياً هاماً في قلب الخليج العربي، وهي تتكوّن بشكل أساسي من مجموعةٍ بارزةٍ ومتنوعة من الجُزر تُعرَف باسم "الأْرخِبْيل". وفق آخر إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الشؤون البلدية والتخطيط العمراني، بلغ تعداد هذه الجزر الثلاثة وثلاثون جزيرةً طبيعـِيّة تنتشر عبر مسطح بحري متنوع الظروف الطبيعية والمزايا الاقتصادية المختلفة. ومع ذلك، فإن تدخّل الإنسان وإحداث بعض التحولات المدروسة قد أدى إلى زيادة العدد الفعلي للجُزر ليصبح كما هو مُعلن حاليًا وهو اثنان وثمانون جزيرة موزعة بطريقة فريدة تحقق توازن بيئي واقتصادي مميز.

وتُعتبر جزيرة البحرين الأكبر حجماً والأكثر اكتظاظاً بالسكان ضمن هذا التصنيف البيولوجي الجميل، بينما تأتي بعدها مباشرة جزر مثل أم نعسان ودِره والبحرين واستراحا وغيرها الكثير والتي تحمل كل منها خصوصياتها الخاصة سواء كانت متعلقة بالنظام البيئي البحري أو المقومات الحضارية والثقافية المرتبطة بتلك المناطق. ويظهر اهتمام السلطات الرسمية بزيادة الرقع الأرضية لاستيعاب المشاريع الضخمة المستقبلية، مثل مشروع جزيرة داركليبرز والذي تم افتتاحه مؤخرًا لتلبية حاجات تطوير البنية التحتية وتعزيز حركة التجارة والسياحة الدولية.

ومن الناحية الجغرافية، تمتاز البحرين بموقعها المركزي داخل منطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. إذ تربطها روابط برية وجوية وبحرية مختلفة مع البلدان المجاورة الرئيسية بما فيها السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وحتى العراق عبر المضائق الملحقة بغاطس بحر عمان. وهذا الوضع الفريد منح البحرين دورًا حيويًا كممر تجاري رئيسي لعب دوراً محورياً خلال مراحل عديدة من التاريخ القديم والمعاصر كذلك. بالإضافة لذلك، شكل وجود العديد من الشعاب المرجانية وغنى الحياة البرية والمائية مصدر جذب للسائحين وعشاق المغامرات البحرية ممن يسعون للاستمتاع بالأحياء الفريدة ونظم النظم البيئية النادرة الموجودة هنا وهناك حول أرجاء مملكة البحرين.

وفي حين تشغل السهول الساحلية المنبسطة غالبية التكوين الأرضي العام لمختلف جزر منظومة البحرين، إلا أنه يمكن أيضاً رصد انحدارات جبيلة صغيرة نسبياً مثل جبل دخان الواضح المعالم شمال العاصمة الرئيسيّة المنامة. ويمكن اعتبار تلك الهضبات علامات واضحة للهيكلة الجيوستراتيجية العامة لهذه المنطقة ذات المكانة العالمية المثالية لاحتضان تنوع جيولوجي وبيولوجي لا مثيل له عالميًا. وعلى الرغم من محدوديتي خصائص التربة الزراعية المنتشرة حالياً بنسبة ضئيلة تقدر بـ٣٪؜ فقط، توفر طاقة بشريّة وخبرات واسعة مجال اختصاص للدراسات العلمية المتعمقة لإيجاد حلول مبتكرة لأعمال التنمية المستدامة مستقبلاً.

التعليقات