مدينة حيفا: تاريخ وحضارة فلسطينية راسخة

التعليقات · 0 مشاهدات

تعد مدينة حيفا واحدة من أشهر مدن فلسطين التاريخية، وهي ثالث أكبر مدينة من حيث تعداد السكان بعد القدس ويافا. تقع هذه المدينة الجميلة على ساحل البحر الم

تعد مدينة حيفا واحدة من أشهر مدن فلسطين التاريخية، وهي ثالث أكبر مدينة من حيث تعداد السكان بعد القدس ويافا. تقع هذه المدينة الجميلة على ساحل البحر المتوسط، وعلى مسافة حوالي ١٥٨ كم شمال غرب العاصمة الفلسطينية القدس الشريف. يبلغ عدد سكانها أكثر من ٢٢١,١٨١ نسمة وفق آخر الإحصائيات الرسمية لعام ٢٠٢٠، بالإضافة لنحو ​​٣٠٠,٠٠٠ شخص يعيشون في المناطق الريفية المحيطة بها.

تميزت حيفا بتاريخ طويل وغني، فقد استوطنت منذ الآلاف من السنين كما يشير اكتشاف هياكل بشرية تعود للحقبة الحجرية. كانت أولى المستوطنات البشرية المنظمة هناك على يد الشعب الكنعاني القديم نحو عام ١٤۰۰ ق.م تقريبًا. شهدت حقبة الفتح الإسلامي لحيفا نهضة جديدة عندما فتحها الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العام ٦۳۳ ميلادياً مما دفع الكثير من قبائل المنطقة للهجرة والعيش بها بشكل مستقر. وفي القرن الثامن عشر تحديدا سنة ۱۷۶۱ ميلادية قام الشيخ ظاهر العمر بتأسيس البلدة الحديثة للحيفا الموجودة حاليًا وذلك ضمن موقع البلد القديم السابق لها .

يتميز تضاريس هذا الموقع الفريد بانشقاقاته الطبيعية ليقسم المدينة لأجزاء متدرجة التصاعد ترتيبها كالآتي : الطبقة الدنيا تحتوي على معظم المواقع الاقتصادية والصناعات والبحر ، ثم منطقة وسط المدينة -وهي عبارة عن أحياء مخدومة بالأبراج البيضاء الدالة على الطابع الأوروبي القديم لمنطقة الكرمل- يليها أعلى نقطة بالنظر للأفق وهي الجزء الثالث والأعلى والذي تزدان فيه بعض المباني الأكثر حداثة والتي تصطف صفوفها مطلة بمنتهى الروعة فوق مستوى سطح الأرض لتقدم صورة خلابة شامخة ترسم حدود وجهة النظر باتجاه الشمال حتى الوصول لرأس الناقورة قرب الحدود مع لبنان مباشرة.

يتصف المناخ المحلي بطبيعته المتوسطية المعتادة إذ تتمتع بدرجات حرارية مرتفعة نسبياً خلال فصل الصيف وبرودة ملحوظة أثناء موسم الشتاء المصحوب بالمطر الغزير خاصة فيما بين أكتوبر ومايو بمعدلات هطول سنوية تقارب الـ ٦۲۹ مم وقد تشهد تساقطات ثلج نادرة للغاية ذات تأثير بسيط عند ذروتها ولا تتخطى إجمالا الخمس درجات مئوية عادة صباح أيامها الرطبة القارسة.

تشتهر مدينة حيفا أيضًا بوجود مناطق جذب طبيعية متنوعة تحمل أسماء مختلفة مثل "وادينا" "النبل" "والعباس"، وكذلك أماكن أخرى مثل "الجَُمال" وكِبَاكبر وملتقى تل الربان وبالصَلْبخ المكان الشهير باسم (الحِلِيصة) ؛ تلك كلها مواقع تحوز قدر كبير جديرة بالسفر نظرا لأنوثتها وشاعريتها فالفيضان يصاحب مد وجزر المياه الدافقة محفزا المزيد للتعمق عبر مسارات الزوار للاستمتاع بمياه الجدول المتعرجة وهو سبيل للسائح لإيجاد نفسه داخل قلب الحدث ومعايشة المشاهد المختلفة حول نهر الحياة البركانيه لهذه المدينه المثالية!

فضلا عن كونها ملاذاً لمحبِّي الطبيعه فإن هنالك نصيب لمن يحلو لهم التنقل بين أرجاء المتحف والمعابد والمعابد الأخرى المنتشرة هنا وهناك بما فيها دار البهاء وحدائق الاكتشاف وميدان باسيان والجليل والساحل الجنوبي وغيرها الكثير.. فعلاً إنها واحه حقيقيه تجمع كافة أنواع روائع الفنون والثقافه والحياة بكل أشكالها المتعددة !!

التعليقات