تقع مدينة شنغهاي الجميلة على ساحل الصين الشرقي في ملتقى نهري هوانغبوجيانغ ونهر اليانغتسي الفسيح، مما جعلها بوابة هامة إلى داخل البلاد نظرًا لاحتضانها لأحد أفضل المرافئ العالمية. تُعتبر هذه المدينة الحديثة عملاقًا حضريًا يعكس تنوع الثقافات وازدهار الاقتصاد والصناعة التقليدية. تشتهر شنغهاي بتاريخ غني عرفناه منذ العصور القديمة كمكان لصيد الأسماك وصناعة الأقمشة، ولكنها شهدت تحولات دراماتيكية عندما فتحت أبوابها أمام التجارة الدولية خلال القرن التاسع عشر، لتتحول بعد ذلك بسرعة إلى مركز تجاري عالمي بارز ولديها تأثير قوي عبر مختلف القطاعات بما فيها الإعلام والثقافة والموضة والمالية.
إن القدرة الإنتاجية لشانغهاي مذهلة بالفعل - فهي تقوم بإنتاج مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية بدءًا بالأقلام والحبر وحتى الإلكترونيات المتطورة والآلات الدقيقة وأجهزة الراديو. وقد أسفر هذا النهوض الصناعي الكبير عنها كمركز رائد للإدارات المتخصصة في إنتاج المواد البلاستيكية والإلكترونيات وماكينات التجهيز الخفيفة بالإضافة للأدوات العلمية الدقيقة وغيرها الكثير مما أدى لإطلاق اسم "مصنع العالم" عليها مستحقًا بجدارة نظراً لقوة العمالة البشرية المدربة هناك والتي تعد أحد المقومات الرئيسية لعظمة نظام عمل الدولة الواسع.
بالإضافة لكل ما سبق ذكره فإن شنغهاي تحتضن بين جنباتها بعض المواقع الأكثر روعة وجاذبية لدى الزوار حول العالم. يعد متنزه شنغهاي الشهير والمعروف باسم "الباوندر" وجهة عبادة للسائح بسحره الطبيعي الأخاذ وعروض الفن المعماري المبهره والذي يحافظ علي تراث تاريخ المنطقة بشكل مميز للغاية حققت شهرة عالميه له عقب تحديثاته الأخيرة وسط ضفاف نهر هوانغوبوجانق الرائع ليصبح بذلك مكان جذب خاص لمن يرغب استنشاق روح الماضي مع جمال الحداثة. أما بالنسبة للمعابد فقد حافظت أيضاً علي مكانتها كونها رمزاً للهوية الروحية الأصيلة فالقدسية تعلو مذبح معبد جاودا بوذا مثالياً لها ليستمد زواره الطمأنينة والعزة والفخر بكل آثار تلك الأرض المباركة الموجودة بالمكتبة التاريخية للمعرض الوطني بشنجهاي ايضا والتي تعتمد رؤيتها العامة نحو الانفتاح والديمقراطية الداخلية اتجاه رفاه المجتمع المدني محليا وحفاظا لاستقلال القرار السياسي المستقل أيضا خارج حدود الحدود الشرق اسيوية . وبذلك توضح الصور الحقيقية لما تخفيه عاصمة فنار الشمال الهادئة قلب الامبراطورية التجارية البحر الاسيوي بمكانتها المشرفة حاليا وبعد عقود طويلة قادمة بحول الله وقوته..