يُمثّل المجتمع المسلم جزءًا متزايدًا ومتنوعًا من التركيبة السكانية لكندا، مما يعكس تاريخًا طويلًا من التعايش والتسامح الثقافي والديني. وفقًا للإحصاءات الرسمية التي أجرتها الحكومة الكندية، فإن تعداد المسلمين ارتفع بشكل كبير خلال العقود الأخيرة.
وفقًا لبيانات تعداد السكان لعام 2006، بلغ عدد المسلمين حوالي 783,700 نسمة، وهو يمثل نسبة تزيد عن 2.5% من مجموع السكان آنذاك. هذه الزيادة يمكن ربطها بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك زيادة الهجرة نحو التعليم العالي، البحث عن الأمن والاستقرار، فرص العمل الجيدة، وإعادة توحيد الأسر.
تأتي غالبية المسلمين الذين هاجروا إلى كندا من بلدان مختلفة حول العالم، حيث جذبت كندا العديد منهم بسبب سياساتها المتعلقة بحماية حرية الدين وممارسته بحرية. فوفقا للدستور الكندي وأخلاقيات الشعب الكندي عامةً، يتمتع جميع المواطنين بجميع الحقوق والحريات العامة دون تمييز بناءً على العرق أو الدين أو الأصل القومي. إن هذا النهج المضياف تجاه تنوع الأديان جعل كندا وجهة مرغوبة للغاية بالنسبة للعائلات المسلمة بحثاً عن بيئة آمنة وداعمة لعيش حياة هانئة وسط مجتمع يحترم اختلافات الجميع ثقافياً ودينياً.
ومن الجدير ذكره أيضًا أنه بدءاً من الثمانينيات ومن ثم التسعينيات، كانت هناك موجة جديدة من الوافدين الجدد إلى كندا نتيجة للأزمات السياسية مثل الحرب الأهلية اللبنانية والصومالية. واستجابة لهذه الاحتياجات المتجددة، قامت مؤسسات متعددة بتأسيس خدمات ومعابد خاصة لمساعدة أفراد المجتمع المسلم على الاستقرار والتكيف مع الحياة الجديدة في بلد جديد يسمح بحرية التصرف واتخاذ القرارات الشخصية بناءً على إيمان الإنسان الخاص.
وفي المجمل، يؤكد نجاح واستمرار وجود المجتمع المسلم في كندا على مدى قبول وثراء هذا البلد متعدد الأقوام والثقافات والمذاهب الدينية المختلفة - وهي رسالة مهمة لكل من يسعى لفهم روحانية وفلسفة أحد أهم شعوب الأرض وأنواع البشر المعروفة.