تُعدّ قصة تسمية لبنان واحدة من الألغاز التي تكثر حولها الروايات والتقاليد الشعبية. يعتقد الكثيرون أن اسم "لبنان"، كما هو الحال مع العديد من أسماء البلدان القديمة، يتمتع بتاريخ غني ومتشابك. بعض التفسيرات الأكثر شيوعاً تعود إلى الجذور الفينيقية والعربية للبلاد.
في اللغة الفينيقية، كان يُعرف اللبنانيون باسم "Levanon"، وهو ما يعني "الأرض البيضاء". وقد جاء هذا اللقب بسبب الرمال والجبال المغطاة بالثلوج التي تميز المناظر الطبيعية المحلية. ومع ذلك، هناك رأي آخر يشير إلى أن الكلمة مشتقة من "Lebanaim"، والتي تعني "العقول النقية". وذلك بناءً على تقليد فينيقي قديم يصف الأشخاص الذين يعيشون هنا بأن لديهم عقلانية ونقاء مزاج واضحين.
بينما في الثقافة العربية، يأخذ الأمر منحى مختلفًا قليلاً. حسب البعض، فإن الاسم ربما نشأ عندما لاحظ المسافرون العرب حقول الخشب المترامية الأطراف ("البنان") عند وصولهم إلى هذه المنطقة. لكن الكثير ممن درسوا تاريخ التسمية يؤكدون على احتمال وجود علاقة بين الكلمة العبرية "Lev", والتي تعني القلب, وبالتالي يمكن فهم لبنان كـ "قلب الأرض".
مهما كانت الدلالة الحقيقية لكلمة لبنان، فقد ظلت ثابتة خلال قرون عديدة لتتحول إلى رمز للهوية الوطنية وتاريخ البلاد الغني والمعقد. إنها شهادة على تراث متنوع ومثير للاهتمام ينبع من جذوره الشرق أوسطية الثمينة.