على مدار تاريخها الغني والمعقد، أسست فرنسا واحدة من أكبر وأطول الإمبراطوريات الاستعمارية في العالم. شهد القرن الثامن عشر الميلادي تصعيدًا كبيرًا لتوسعاتها خارج حدودها الأوروبية الأصغر حجمًا، إذ شقت طريقها نحو مناطق متنوعة عبر القارات الخمس ليصل مجموع مستعمراتها آنذاك حوالي تسعين منطقة مختلفة حول العالم بحلول عام 1925 ميلادية. سنستعرض هنا سريعًا أهم المناطق المستعمرة ذات البعد العربي والإفريقي الآسيوي تحت الحكم الفرنسي سابقًا:
شمال إفريقيا: الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا.
غرب أفريقيا: موريتانيا حاليًا بالإضافة لدول مالي وبنين وساحل العاج وغانا ونيجيريا والسنغال وصوماليا وبوركينا فاسو وجيبوتي وليبيريا وكوت ديفوار وتوجو.
شرق أفريقيا: جيبوتي والسودان وجنوب السودان وكينيا ورواندا وأوغندا وزامبيا وزيمبابوي وملديف (بالصومال).
جنوب شرق آسيا: كمبوديا ولاوس وفيتنام والتي عرفت بغالبية سكانها المسلمين ودول اليوم تسمى بالإندوصينة.
الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية: لبنان وسوريا والعراق وآسيا الصغرى - تركيا الحديثة -.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وما تلا ذلك مباشرة من ثورة ضد الظلم والاستعمار أدت لاستقلال العديد مما يسمى الآن بدول "العالم الثالث". إلا أنه ومع نهاية WWII والحرب الكورية جاء الدعم الأمريكي الواضح لدول الحلفاء السابقين؛ الأمر الذي مكّنه من تعزيز نفوذه العالمي بشكل ملحوظ مقابل تراجع الدول التقليدية المنتصرَة أثناء تلك النزاعات كالولايات الموحدة وبريطانيا وفرنسا. نتيجة لذلك القرار السياسي الدولي اتجهت معظم الدول الأفريقية نحو حرية الاختيار بينما ظلت بعض الجزر الصغيرة تابعة للإدارة الفرنسية حتى يومنا هذا رغم استقلال معظم بلدان قارته الأصلية منذ عقود مضت. يجدر بنا الانتباه أيضًا لمسعى الجانبين لإعادة العلاقات الاقتصادية والتبادلية مجددًا بعد سنوات طويلة من الانقطاع السياسي الرسمي.