تقع مدينة القل في الجزء الشرقي الجزائري ضمن إقليم ولاية سكيكدة، وتعكس خريطة حضارية غنية ومتنوعة عبر الزمن. تُعد هذه المدينة تراثياً موقعاً هاماً يعود بفصول التاريخ إلى عصور قديمة مثل الفينيقية والرومانية، كما تنسب إليها جذور أمازيغية واضحة مع قبائل بارزة تشمل بني سعسد وبني توفوت بين غيرهما.
تشتهر القل بسياحتها الطبيعية الخلابة؛ إذ تضم شواطئ خلابة وخليجيات ساحرة بما فيه شاطئ "تمنارت" الشهير بشمال بلديّة الشرايع، إضافة لسلسلة جبلية مثيرة للإعجاب تتألف من ذرى عالية منها ذروتا القوفي وسيدي عاشور المرتفعتان لأكثر مما يقارب الـ ١١٨٣ متر و٥٤٠مترات توالياً. شهد اهتمام رسمي واسعا بهذا الموقع البيئي الرائع حيث يوجد جامع مميز وهو الأكبر بحجمه بالمكان لجذب حركة السياحة العالمية وبذلك يساهم بتنمية الاقتصاد المحلي.
على المستوى الاقتصادي، تعتمد المدينة بشكل أساسي على استخراج الموارد البحرية المتضمنة أصناف سمكية رفيعة النوع والجودة كون المدينه تحيط بها مسطحات مياه متعدد الاتجاهات فضلاً عن قطاعيه الصحية والتعليمية الموسعين هناك أيضا . وفي مجال الرياضة ، تبز خلال منافسات أندية كرة قدم متنوعة تشغل مواسم طويلة ومعروفة بجدارة صنفين منها نادي وفاق ونادي ودادي بالإضافة لنشاط مجتمعات ملاكمة لكاراتِه وكذلك طائرة شبابية....الخ
إزاء مرحلة مقاومتها للغزو الاستعماري الفرنسي إلا ان آثار تلك الحقبة والثقافتين السالف ذكرهما ظلت شاهدة حتى اليوم لتكون بذلك متحفا مفتوحا لكل عاشق للتراث والعراقة من كل مكان بالعالم العربي والإسلامي عامة خاصة بعد افتتاح موسوعة علمية جامعة حول تاريخ المنطقة مؤخراً.