تعدّ جمهورية جورجيا الواقعة في قلب القوقاز، بوتقةً ثقافية غنية ومتنوعة تتميز بمزيج فريدة من التاريخ العريق والتطور الحديث. تحفل البلاد بثلاث مناطق ذات أهمية خاصة، كل واحدة منها تحمل كنوزها الفريدة والمعالم البارزة. دعونا نتعمّق في بعض المدن الأكثر جاذبية للسائحين والتي تقدم مزيجًا رائعًا بين الطبيعة الخلابة والجمال الثقافي القديم.
تعتبر "تبليسي"، العاصمة النابضة بالحياة، القلب النابض لجورجيا. تغمرها الشمس، وتحوط بها الجبال من ثلاث جهات، وتتمتع بتاريخ طويل يعود لفترة ما قبل الميلاد وفقًا لأدلّة الآثار المحلية. الاسم نفسه يأتي من اللغة الجورجية القديمة ويعني "الدافئ". تشير روايات الملك فختانغ، مؤسس المدينة، إلى أنه اختار الموقع لما توفره ينابيع المياه المعدنية والمراعي الخضراء المورقة. اليوم، تعدّ تبليسي مشهدًا حيويًا يحافظ على تراثه القديم بينما يحتضن حداثة العالم المعاصر.
وفي الطرف الآخر من البلاد، تمتد شواطئ مدينة "باتومي" الخلابَة على بحر إيجة مباشرة. وبفضل موقعها الاستراتيجي قرب الحدود التركية ووجود مينائها الحيوي لنقل نفط آسيا الوسطى، اكتسبت شهرتها كمحطة رئيسية للتجارة والسفر منذ مطلع القرن الماضي. ومع ذلك، فإن إعادة تأهيل الحديقة العامة العملاقة ("البستان") وغيرها الكثير من المشاريع المثيرة قد حولت باتومي لملاذ خلاب لقضاء العطلات، يجذب الزوار بخيارات الترفيه المتنوعة وشواطئه الرملية الممتدة تحت أشعة الشمس.
وعلى مسافة قصيرة شمال شرقي باتومي، تكشف مدينة "زغديدي" عن وجه مختلف لتراث جورجيا الثقافي. تعتبر المركز الرئيسي لمنطقة ساميغريلو وزيمو سفانيتي، وتعكس بنيتها العمرانية التقليدية رقي الماضي ومكانتها الثقافية السابقة كمقر للحكام المحليين والقادة السياسيين خلال الحقبة الشيوعية.
وأخيرا وليس آخراً، تدعوك مدينة "سوخومي" لاستكشاف جمال وإثارة الحياة البرية بساحلها الخصب المطلة عليه جبهات مخلَّبة منحدرِّة استوائية الوصف. تتألق هذه الوجهة الرائعة داخل حدود إقليم أبخازيا الجميل جنون التسعينيات وإعادة تطوير القطاع الساحلي النابه حديثاً بما يشكل الآن علاماتها التجارية الجديدة تمامًا مثل متحف الفن الشعبي الأخاذ والنصب التذكاري الوطني للأبطال - وهو نصب تذكاري عملاق كان مجرد فكرة ساذجة حتى وقت متأخر نسبيا! ولا يمكن إنكار دور المسرح الكبير المصمم بحذر شديد والذي أصبح رمزاً بارزا لهذه المدينة الصغيرة المنعزلة ولكن المغرية ضمن منظومة دول الاتحاد الروسي الحالي .
إن عالم المدن المختلفة هنا يخلق رحلة مثالية لعشاق التعلم وفهم التاريخ الغامض للجنس البشري وسحر الطبيعة غير المقروص حتى يوم الناس هذا !