مكتشف جزر ساندويتش: قصة الكابتن جيمس كوك

التعليقات · 0 مشاهدات

في رحلة استكشافية ملحمية عبر الأمواج، برز اسم الكابتن جيمس كوك باعتباره أحد أهم الشخصيات البحرية خلال القرن الثامن عشر. ولد كوك في انجلترا عام ١٧٢٨ وأ

في رحلة استكشافية ملحمية عبر الأمواج، برز اسم الكابتن جيمس كوك باعتباره أحد أهم الشخصيات البحرية خلال القرن الثامن عشر. ولد كوك في انجلترا عام ١٧٢٨ وأثره الكبير تأتي من ثلاث رحلات بحرية جريئة حول العالم قام بها. خلال هذه الرحلات، حققت سفينة كوك "إتش إم إس إنديفور" عدة إنجازات تاريخية، بما في ذلك القيام بأول رحلة ملاحة ناجحة عبر الخطوط القطبية الجنوبية الغربية، ورسم خرائط لمجموعة متنوعة من المناطق الاستوائية مثل تونغا وجزيرة إيستر أثناء الفصل البارد.

ومن بين الإنجازات العديدة لكوك كان تسجيل وجود جزر ساندويتش الجنوبية في سجلاته التاريخية للأحداث. فقد رصدها لأول مرة بينما كان يسافر في المحيط الأطلسي تحديداً قرب جورجيا الجنوبية المعروفة حالياً بجارتها الشمالية مباشرة. هذه الجزر المتنوعة تتكون أساساً من براكين نشطة تحيط بها طبقات سميكة من الجليد لتغطي معظم مساحاتها الخارجية الواسعة التي تعادل تقريبًا مساحة قدرها ٣١٠ كم². لكن رغم جمال الطبيعة وغزارتها هناك، فإن المناخ القاسي جعل منها مكاناً مستعصياً للاستقرار الدائم منذ اكتشافها حتى وقت متأخر جداً - ربما بسبب كونها جزءاً من المنطقة القطبية الجنوبية ذات الطابع الخاص والمعزل نسبياً.

على مدى العقود التالية، ظلت ملكية هذه الجزر موضع جدل محتدم بين المملكة المتحدة والأرجنتين؛ إذ أعلن كل بلد سيادته عليها استناداً لإكتشافاته الخاصة لها. وفي نهاية المطاف، قررت محكمة دولية لصالح الجانب البريطاني بإعلان الجزر تابعة للإمبراطورية الملكية البريطانية فيما يعرف الآن باسم "الإقليم البريطاني الخارجي". ومع ذلك، ما زالت العلاقات بين البلدين مضطربة بسبب هذا النزاع القديم والذي تفاقم أكثر عندما اندلعت الحرب بينهما حول الأمر نفسه عام ١٩٨۲M, تُعرف أيضاً بالحرب الفكوكلندية.

مع مرور الوقت، أصبح التركيز ينصب بشكل أكبر على الدراسات العلمية بدلاً من الخلاف السياسي حول الجزر. فالمنطقة محاطة بالأسرار العلمية والإمكانيات البحثية المثيرة للاهتمام للغاية نظراً للتكوين البركاني للجزر ونظام البيئي البحري والنباتات الفريدة الموجودة فقط هنا ولا يوجد مثيلات أخرى مشابهة لها في أماكن أخرى بالعالم. لذلك، تحتضن الجزر اليوم فريق عمل علمي متخصص تابع لبعثة المسح الوطنية لبريطانيا يقوم بمراقبة واستكشاف خصائص وعناصر الحياة المختلفة لهذه الأرض النائية والمدهشة بطبيعتها.

التعليقات