مدينة الأهرامات: تاريخ وبناء عجائب مصر القديمة

تعتبر منطقة الأهرامات في الجيزة، بالقرب من القاهرة المصرية، واحدًا من أشهر المواقع التاريخية والأثرية في العالم. هذه المدينة ليست مجرد مجموعة من المبا

تعتبر منطقة الأهرامات في الجيزة، بالقرب من القاهرة المصرية، واحدًا من أشهر المواقع التاريخية والأثرية في العالم. هذه المدينة ليست مجرد مجموعة من المباني القديم، بل إنها شهادة على عبقرية الحضارة الفرعونية ومعرفة المصريين القدماء. يعود تاريخ بناء الأهرامات إلى أكثر من خمسة آلاف عام مضت، وهي نتيجة مباشرة لرغبة الفراعنة المتعالقة بأن يظلوا حكامًا حتى بعد موتهم.

مكان الأهرامات وتاريخ بنائها

تقع الأهرامات في محافظة الجيزة، بالقرب من نهر النيل والدلتا المصرية. بدأ بناء أول هرم معروف هناك - الهرم الأكبر ("هرم خوفو") - حوالي العام ٢٥٥١ قبل الميلاد تحت حكم الملك خوفو. ويعدّ الهرم الأكبر جزءًا من مجمع متكامل يشمل أيضًا هرمي أبنيْ خوفو وخفرع، بالإضافة إلى أبي الهول الشهير.

كان يُعتقد اعتقادًا راسخًا لدى الفراعنة أن الموت ليس نهاية الحياة، وإنما بداية حياة جديدة في عالم آخر. لذلك عملوا بلا كلل لبناء قصور لهم بعد الموت تحاكي تلك التي عاشوها أثناء حياتهم الأرضية. وتمثل الأهرامات ذروة الهندسة والمعمار المصري القديم؛ فقد كانت تُستخدم كقبور للفراعنة وحفظ ممتلكاتهم الثمينة ونصب تذكارية لهم.

عملية بناء الأهرامات: لغز القرون الماضية

على الرغم من مرور قرون عديدة منذ بنائها، إلا أنه ما زالت تفاصيل طريقة البناء الدقيقة للأهرامات محاطة بغموض كبير. ومع ذلك، هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى مشاركة عمالة مكثفة في المشروع. قدرت الدراسات العلمية استخدام نحو عشرين ألف عامل لإتمام العمل يومياً لمدة عقدين وحتى ثلاث عقود بحسب تعقيد التصميم. كان قطع الكتل الحجرية وشحنها وإعادة تركيبها داخل القمم الرأسية للأهرامات مهمة بطيئة تستغرق وقت طويل. ولم يكن الأمر سهلاً فقط بسبب الوزن الهائل لكل قطعة حجرية والتي تتراوح بين عدة مئات إلى ستة آلاف كيلوجرام، ولكنه أيضاً تحدٍ هندسي ومعرفي أمام البشر الذين لم تكن لديهم آلات ثقيلة مثل اليوم.

لقد ابتكر المهندسون والفنانون المدربون بدقة نظاماً فريداً لقياس الزوايا والحساب الرياضي ليضمنوا الدقة المثلى عند وضع الطوب دون مساحة واسعة فيما بينهما. ويعتمد تصميم الأهرامات بشكل رئيسي على مواد طبيعية محلية المنشأ بما فيها الحجر الجيري والجرانيت والتربة المضغوطة وصقل سطح الخارج للحصول على انطباع جمالي دقيق للغاية نابع من حرص الفنانين والمصممين على تطبيق أعمالهم بإتقان حرفي ودقة عالية.

الهرم الأكبر: رمز عظمة حضارتنا الإنسانية

إن الهرم الأكبر المسمى "هرم خوفو"، الواقع ضمن موقع الأهرامات بجوار العاصمة المصرية الحاليّة القاهرة، هو الأكثر شهرة وسط ثلاثة هرم شاهقات موجود بها. ويتكون من مليون وستمائة ألف كتلة حجرية يدوية الصنع سُمّكت بتراكيب دقيقة ومتناسقة لتشكيل جسم مصقول لامع يبدو وكأنه مصنوع من لوح واحد رغم شموليته الواسعة! ويقدر وزن كل منها بمعدّل عشرة أطنان مما يعني وجود ملايين الأحجار مجتمعة لتكوين الجزء العلوي منه وحدَه! كما تضمن مخططاته خصائص علم الفلك وسطح مستوي نسبيا قادرٌ حتى الأن على توجيه المسافر عبر صحراء سيناء بدون الاعتماد على وسائل اتجاه أخرى غير الشمس نفسها وذلك عندما تكون مستقيمة تمام الاستقامة بالنسبة لها لاتجاه الشمال الحقيقي باتجاه خطوط عرض الموقع نفسه! وهذا دليل إضافي يعكس التفوق الفنِّي والتخطيط الاستراتيجي المُذهل لفناري حضارته البائدة لكنها تبقى شاهدا حيّا لعظمته الخالد .

وهكذا ترى كيف ظلت مدينة الأهرامات تحمل حكايات الماضي وتدعونا لاستكشاف جمال وروائعCivilizations السابقة لنا. إنه معلم عالمي مشهور يجذب ملايين السياح سنويا باحثين عن سر عظمته الغامضة منذ القدم حتى الآن...


جميلة بن عمار

6 مدونة المشاركات

التعليقات