أريحا: قصة منسية لملاذ ساحر تحت الشمس اللامعة

التعليقات · 1 مشاهدات

تُعد مدينة أريحا الفلسطينية واحداً من أعرق المواقع البشرية المعروفة، إذ تعود جذورها إلى ما يقارب العشرة آلاف سنة قبل الميلاد. تقع هذه المدينة الاستثنا

تُعد مدينة أريحا الفلسطينية واحداً من أعرق المواقع البشرية المعروفة، إذ تعود جذورها إلى ما يقارب العشرة آلاف سنة قبل الميلاد. تقع هذه المدينة الاستثنائية على ضفاف نهر الأردن ومنطقة البحر الميت، مما يجعلها واحدة من أقل النقاط ارتفاعا حول العالم. وقد حصلت أريحا على لقبي "مدينة القمر" و"أرض الخلود"، وذلك نظراً لتاريخها الطويل والعريق وتراثها الطبيعي والثقافي الرائع.

من الجدير بالذكر أن المناخ هنا استوائي صحراوي حار للغاية. تعتمد الحياة البرية بكاملها تقريباً على الماء المتوفر عبر شبكة الري الحديثة. تشكل الشمس جزء أساسي من حياتهم اليومية، فهي مصدر الرزق الرئيسي لسكان المنطقة الذين يستغلون طاقتها الكبيرة في الزراعة والنسيج والصناعة المختلفة.

وعلى الرغم من كون الأرض ذات تضاريس مستوية نسبياً إلا أنها ليست تمام المسطح؛ فأريحا مرتفعة بشكل بسيط عن بعض مناطق مجاورتها نتيجة لجغرافية فريدة نشأت بتراجع المياه وانكماش بحيرة طبريا السابقة. ولكن ما يجعل منها موقع فريد هو موقعها المنخفض كثيرا عن مستوى البحر - حوالي ٢٧٦ مترا تحت خط مياه المحيطات العالمية!

اقتصاد هذه البلدة الصغيرة قائم أساساً على ثلاث ركائز مهمة وهي الزراعة والصناعة والسياحة. تعد زراعة نخيل البلح والفواكه الأخرى مثل الزيتون والعنب والتين الأكثر شيوعا وشهرة بين المنتجات المحلية، إضافة للمواد الغذائية الأساسية كالخبز والدجاج والخضروات المحلية وغيرها الكثير. أما في جانب الإنتاج الصناعي فقد تميزت المدينة بإبداعات حرفيين ماهرين في مجال صناعة الفخار وحصر الأقمشة ومختلف أنواع الصناعة اليدوية التقليدية. كما لعبت أملاح ومعادن بحر الميت دوراً محورياً في إعطائها مكانة مميزة خاصة بما يتعلق بصناعة الأدوية والمعادن الثقيلة كالبوتاسيوم والصوديوم والكلسيوم وما شابههما.

أما بالنسبة للسياحة، فتعتبر أريحا مركز جذب كبير نظرًا لما تقدمه من خيارات متنوعة للتسلية والاستجمام وسط أجواء معتدلة ودافئة حتى أثناء فصل الشتاء. تضم عدة مواقع أثريه هامة وأبرز تلك المواقع "قصر هشام" التاريخي والذي يعود بناؤه للعصور الإسلامية المبكرة وكان مهددة ضمن آثار عديدة أخرى لحفظ الآثار العربية والإسلامية الأصلية. كذلك يوجد مسجد مقام النبي موسي الذي بني عام ١٢٦٩ ميلادية ملك ظهير بيبرس السلجوقي وهو عبارة عن مجموعة مباني كبيرة تتضمن الجامع والمعلم الشهير وكذلك غرف مختلفة التصميم والوظيفة. علاوة على ذلك هناك "وداي القلق"، وهو امتداد طبيعي رائع يحظى بشعبية واسعة لدى عشاق الرحلات والمغامرات الخارجية بسبب شدة تحديه وعدم سهولة التنقل والحركة فيه ولكنه أمر محبوب لدي البعض ليسهل الوصول للديري الشهير 'قرنطل' والذي كان أول كلية لكهنوت الكهنة البيزنطيون أيام الحكم الروماني خلف كنيسة سابق وقد جددت له بناء جديد قرب المكان عين المكان ذاته منذ بداية القرن العشرين عندما تولى راهب فرنسي مسؤوليته وتم افتتاحه لاحقا رسميًا عام ١٨٩٤ بفضل جهوده المباركة ومساهمات جمعيته الخاصة . وهكذا يمكن اعتبار مدينة اريحا الوجه المثالي لعشاق الهدوء والاسترخاء وبقية هواة الترحال واكتشاف عجائب الدنيا الطبيعية الحقيقية !

التعليقات