مدينة تازة: تاريخ وعراقة في القلب المغربي

التعليقات · 3 مشاهدات

تُعتبر مدينة تازة واحدة من أجمل مدن المغرب والتي تتمتع بتاريخ غني وثروات طبيعية خلابة. تقع هذه المدينة في منطقة شرق المملكة المغربية، تحديداً جنوب غرب

تُعتبر مدينة تازة واحدة من أجمل مدن المغرب والتي تتمتع بتاريخ غني وثروات طبيعية خلابة. تقع هذه المدينة في منطقة شرق المملكة المغربية، تحديداً جنوب غرب العاصمة الرباط. تبعد تازة حوالي 100 كيلومتر عن مدينة فاس الشهيرة. تُعرف المدينة بأنها نواة عبور بين المنطقتين الشرقية والغربية بالمملكة، مما جعل منها مركزاً استراتيجياً هاماً عبر التاريخ.

تشتهر تازة بموقعها المرتفع نسبياً فوق مستوى سطح البحر -حوالي 585 متراً- وهو ما منحها خصوصيتها الدفاعية والاستراتيجية خاصة خلال الفترات القديمة. ومع ذلك، فإن وجود آثار بشرية قديمة تؤكد إن الاستيطان الدائم كان موجوداً بالفعل في المنطقة منذ القرون الأولى الميلادية. تشمل الاكتشافات أواني فخارية وأدوات بدائية مصنوعة من الحجر والمعادن بالإضافة إلى عديد الرسومات الصخرية التي تكشف عن حياة مجتمعات مبكرة عاشرت هذه الأرض.

وتتمثل جمالية تازة البركانية في كون معظم تربتها جبلية مع وجود العديد من الوديان والشلالات الصغيرة المنتشرة حولها. يُقدر تعداد السكان الحالي لهذه المدينة بما يقارب نصف مليون شخص حسب آخر الإحصائيات المتوفرة حتى الآن. لكن الجانب الأكثر روعة ربما هو امتلاكها لعدد كبير جداً من الكهوف والمغاور البركانية التي تعتبر نادرة عالميا؛ إذ تحتوي فقط على ١٢٥ كهف منها الأكبر حجمًا معروف باسم "فريوتاتو". ويغطي مساحة قدرها ٢,١٧٨ متر تقريبًا ويتعمق نحو ٢٧١ آخرين بنفس العمق! بينما يأتي بعده مباشرةً موقع شيقر والذي يعد أحد المواقع السياحية الرئيسية حيث تغطي مضماراته الواسعة ٣,٧٦٥ متر وقد وصل عمقه لحوالي ١٤٦ متراً.

وعلى الرغم مما تقدمه الطبيعة من مقومات ساحرة، إلا أن الفن الإنساني لعب دوراً بارزاً أيضا داخل حدود المدينة ذائعة الصيت دينياً. ومن أبرز المعالم الدينية مسجد العاصمة الرئيسي والذي يحظى باحترام واسع لدى محليين وسائحين alike. بني المسجد أول مرة أثناء حكم الدولة الموحدين ثم توسع فيما بعد بإضافة ملحق جديد يقوم على نهج معماري مريني مميزة؛ فقد قاموا بإلحاق صحن واحد على القديم وإقامة سقف يشابه القبة المطلة على الرواق الأحمر مزينة بزخارف دقيقة تستحضر روح فن العصور الإسلامية المبهرة بناءً على نماذج أندلسية أصيلة . وفي العام ٩٤٠ ميلادياً، ولائم الأمر الملكي الخاص بصاحب الجلالة المؤسس مؤسس دولة المرينيين لتزيينه بطريقة خرافية لمنارة ذهبية مذهبة شاهقة مصنعه طبق الأصل من قبل حرفيين محليين ذات مظهر خارجي مشابه تماما للقواعد القرآن الكريم المقروء ظاهريا عبر واجهات الزجاج المصنوع حديثا مستخدم بها خمس منظومة نورانية يمكن تشغيل الكهرباء لها عند احتياجه الضوء الداخلي للإنارة إضافة الى جدرانه المكتوبة رسماتها الملونة للأبيات الشعريه المثبتة ضمن بروتو كول التقليد المحافظ لنشر الأدب العربي الديني وسط مجالس المسلمين هنا وهناك بغرض تنمية الثقافة الدينية والإرشاد والتعبير عنها للتاريخ الإسلامي الحافل بالتراث بكل أشكالره المختلفة. إنها صورة مثالية تجمع بين التأثير البيئي والثقافي والديني لإظهار شخصية شعب المغرب طويل المدى ومتشكلاً بثراء ثقافته الخاصة.

التعليقات