تقع محافظة ميسان جنوب شرق جمهورية العراق وهي واحدة من المحافظات الـ18 التي تشكل البلاد. تتميز هذه المنطقة بتراثها الغني وتاريخها العريق وأسلوب حياتها الفريد. يرجع أصل اسم "ميسان" إلى اللغة الأكادية القديمة حيث يعني 'المكان المقدس'. تعد المدينة مركزا حضريا هاما ومحورا اقتصاديا وثقافيا مهما للعراق.
يضم التاريخ القديم لميسان العديد من الحضارات المتعاقبة مثل السومرية والبابلية والأشورية وغيرها الكثير. تم اكتشاف آثار مهمة تعود لهذه الفترات الزمنية مما يجعل منها موقعاً أثرياً ذا قيمة عالمية. خلال الفترة الإسلامية المبكرة، كانت ميسان تعرف باسم "العمارة"، وقد شهدت أحداثا مهمة مرتبطة بدخول الإسلام للعراق.
ثقافة ميسان متنوعة وغنية بسبب تنوع سكانها الذين يعيشون جنباً إلى جنب منذ قرون طويلة. يتم التعبير عن هذا التنوع الثقافي عبر الفن الشعبي والحرف اليدوية التقليدية والموسيقى الشعبية والأطباق المحلية الشهيرة. يُذكر أن بعض أشهر الفنانين الموسيقيين العراقيين كانوا ينتمون أصلا لهذه المحافظة.
بالنسبة للمواقع السياحية الرئيسية، فإن قلعة عكركوف الأثرية هي الأكثر شهرة بين زوار المنطقة. هذه القلعة التاريخية والتي بناها الملك الأشوري سنحاريب عام 692 قبل الميلاد تعتبر شاهدا على قوة الإمبراطوريات القديمة. بالإضافة إلى ذلك، يعد نهر دجلة الواسع منبع الحياة وجماله الطبيعي مصدر جذب كبير للسائحين. كما تحتفظ المدينة بموروث معماري مميز يمكن رؤيته في البيوت الطينية التقليدية والقصور القديمة.
بالإضافة لما سبق ذكره، تضم جامعة ميسان إحدى الجامعات الرائدة في مجال التعليم العالي داخل المحافظة وبإمكانها الاستمرار في تطوير المجتمع المحلي من الناحية العلمية والفكرية بشكل مستدام.
وفي المجالات الاقتصادية، تحتل الصناعة النفطية مكانة بارزة نظرا لوجود حقول نفط كبيرة بالقرب من المناطق الريفية للمحافظة مما يساهم بشكل كبير في الناتج الوطني للبلاد. رغم ذلك، هناك جهود متواصلة نحو دعم القطاعات الأخرى كالصناعات التحويلية والتجارية والسياحة لتكون مداخيل أكثر استقرارأ ومتنوعة للاقتصاد المحلي.
مع مرور الوقت، ظلت محافظة ميسان رمزا للتسامح والمحبة بينما حصدت تقديرا واسعا باعتبارها جزءا أساسيا من الهوية الثقافية العراقية المعقدة ومتعددة الجوانب.
