تقع مدينة رشيد، الواقعة شمال مصر على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد حوالي 215 كيلومتراً غرب الإسكندرية و90 كيلومتر شرق دلتا النيل. تُعد هذه المدينة القديمة التي تعود جذورها إلى العصور الفرعونية، واحدة من أهم الوجهات السياحية والتاريخية في البلاد. تشتهر رشيد بثروتها الثقافية الغنية وتراثها الحضاري الضارب في عمق التاريخ المصري القديم.
تساعد موقع رشيد الاستراتيجي عند مصب نهر النيل في البحر المتوسط في جعلها مركزاً تجارياً هاماً منذ القدم، وقد شهدت ازدهارا خلال فترة الدولة البطلمية عندما كانت تعرف باسم "روسيت" أو "راسيس". وفي العصر الروماني، تطورت لتكون بلدة ساحلية مزدهرة تحت اسم "أرسينوف"، قبل أن تصبح جزءاً من محافظة البحيرة الحديثة بمصر.
تنوع عوامل الجذب الطبيعية والتاريخية يجعل من رشيد وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن معرفة أكثر حول تراث البلاد الثقافي والحضاري. يمكن للزوار استكشاف آثار معبد تحتمس الثالث، وهو واحد من المعابد القليلة المحفوظة بشكل جيد والتي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الرابع عشر ق.م. كما تضم المدينة المتحف الأثري الذي يحتوي على مجموعة رائعة من القطع الأثرية التي ترجع لفترات زمنية مختلفة منها الفراعنة والإغريق والرومان والعصور الإسلامية المتأخرة.
بالإضافة لذلك، تتمتع رشيد بشواطئ خلابة ومعالم طبيعية ذات جمال أخاذ مثل خليج أبو قير المشهور بصيده وفندق مينا هاوس الشهير والذي كان مقرا لإجتماعات مؤتمر القاهرة السنوي للأديان العالمية بين عامي ١٩٣٦ و١٩٤٧ . ويعد سوق العطارين التقليدي مكان رائع للتسوق وشراء التحف اليدوية والمأكولات الشعبية المصرية.
وتحافظ رشيد أيضاً على بعض مظاهر الحياة الدينية التقليدية وذلك عبر مسجدها الجامع الكبير ومقام السيد محمود الصياد أحد أشهر الشخصيات الدينية المحلية والمعروف بسلوكه الصوفي والروحاني. إن الجمع بين المناظر الخلابة والتاريخ العميق والثراء الثقافي يجعل من رشيد ملاذاً فريداً لكل محبي الاكتشاف والاستكشاف.