تقع مدينة ليل الجميلة في منطقة نور با دو كاليه بشمال فرنسا، وهي تعود جذورها إلى القرون الوسطى. بنيت المدينة على ضفاف نهر الديون، وكانت موطنًا لأحد الشعوب الجرمانية المعروفة باسم الفلاندرز. وفي العقود الأولى من الدولة الحديثة، انتقلت ملكيتها عبر عدة أسماء بارزة بما فيها شارلمان وابنه جراندسون وحفيدتهم جيزيل.
خلال القرن التاسع عشر، تطورت ليل بسرعة لتكون مركزًا لصناعة النسيج والصوف، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد السكان الذين بلغ عددهم حينذاك حوالي ١٢ ألف شخص. اليوم تضمّ هذه المدينة التاريخية ما يقارب ٢۲۰ ألف ساكن، وقد حازت على شرف كونها "عاصمة الثقافة الأوروبية" لعام ٢٠٠٤.
تشتهر ليل بمهرجان السوق الشهير الذي يتم عقده سنوياً في أول أيام سبتمبر؛ حيث تغطي المنتجات المستعملة مجموعة واسعة من السلع تبدأ من الملابس القديمة حتى العناصر المنزلية. يُعتبر هذا الحدث فريداً بفضل حضور الآلاف من السياح المهتمين بالتراث والثقافة المحلية.
وعلى مستوى فرنسا الأكبر، تعد الجمهورية الفرنسية واحدة من الدول الرائدة في القارة الأوروبية. تتمتع البلاد بطبيعتها المتنوعة التي تتضمن مساحات خضراء جبلية ونهرية ساحرة بالإضافة لموقع استراتيجي يحاذي موانئ بحريتين هامتين وهما البحر الأبيض المتوسط والمحيط الاطلسي . وعلى الرغم من تاريخ طويل غني بالإنجازات السياسية والعلمانية والتقدم العلماني إلا أنها تساهم بشكل فعال وعامل مهم باتجاه تحقيق الاستقرار الاجتماعي داخل الاتحاد الأوروبي خارج حدود وطنها الأم أيضًا . وهذا يعكس مدى تأثر التجربة الوطنية الفرنسية بجيرانها الأوروبيين الآخرين واستقلالها عنها أيضا .
وفي إشارة رمزية لعهد جديد للحالة الاجتماعية الجديدة فقد تم تبني تصميم ألوانه الرسمية للعلم الوطني الأخضر والأزرق والأبيض والذي يجسد روح الحرية والديموقراطية أثناء ثورة نهاية القرن الثامن عشر. إن رؤية رأس المال الثقافي والمعنى الروحي وراء اختيار التصميم الخاص بالأعلام الوطنية يمكن التعرف عليها فيما يتعلق بتاريخ الشعب وتجاربه المشتركة تحت رايات مختلفة منذ القدم وبشكل خاص هنا في دولة مثل فرنسا حيث كانت هناك العديد من الانتفاضات والتغييرات الحكومية عبر قرون طويلة مضت وانتهى الأمر بانطلاق مرحلة جديدة لها بيئة سياسية مستقرة نسبيا حاليا.