تُعتبر مدينة الظاهرية، الواقعة تحديداً جنوب غرب مدينة الخليل الفلسطينية، واحدة من الكنوز التاريخية والثقافية المهمة في المنطقة. تتمتع هذه المدينة بموقع استراتيجي مميز يمزج بين طابع المناخ الجبلي الخفيف ومعالم الصحراء البدوية. وعلى الرغم من أنها تعد جزءًا تابعًا لإدارة مدينة حلحول الكبيرة ضمن محافظة الخليل، إلا أنها تحمل هويتها الفريدة وأثارًا تعيد بنا سنين طويلة مضت عندما اتخذها السلطان الظاهر بيبرس موقعًا مناسبًا لبناء حصونه الشهيرة.
وقد اختارت الطبيعة الموقع المثالي لتكون قاعدة خصبة للتاريخ والحياة البشرية منذ القدم. كانت مسميات مختلفة عبر عصور متنوعة تشهد قصة وجود الانسان هناك ؛ "جوشن" عند القدماء الكنعانيين ، ثم جاء اسم جديد باسم المدينة تكريم للأمير الظاهر بيبرس الذي ترك بصمة واضحة خلال عصر حكمه .
منذ البداية، جذب التركيب الأرضي المرونة لأعمال الزراعة المختلفة , مما جعل السكان ينخرطون بكثرة فى عمليات الانتاج الغذائي المرتكز أساسا علي الأنواع المتنوعة من النباتات مثـل : الرمان والأزهار المعطره ونبات اليقطين والنخيل علاوة علی زيت الزيتون الذي يشكل ركيزة أساسية للحياة اليومية للسكان .
بالإضافة لذلك, تمتلك الظاهرة مجموعة كبيرة ومتنوعة من الآثار القديمة والتي يعكس لكل منها حقبا زمنية مهمة في تاريخ البلاد. وهذه التحف والمعابد الصغيرة ليست مجرد تراث ثقافي وحسب ولكن أيضا شاهدا حيّا على مجد الماضي وعظمة الأمجاد العربية الإسلامية والإسلامية تحديدا .
كما تحتوي أيضًا مناطق دفن لشهدائنا المحررین الذين شارکوا جنباً إلي جنب مع قائدهم صلاح الدين الايوبي ضد الغزو الفرنسي والصليبي للغتنا المباركة أرض فلسطين الطيبة.
إن رحلة اكتشاف تلك المواقع ستعود عليك برحلة معرفية ممتعة وغنية سيئة لا يمكن نسيان تفاصليها الرائعة أبداً .
