تُعد مدينة الملك عبد العزيز الطبية واحدة من المؤسسات الصحية الرائدة في المملكة العربية السعودية، والتي تتميز بالابتكار والتميز في تقديم الخدمات الطبية المتقدمة لجميع أفراد المجتمع. هذه المدينة الشاملة للرعاية الصحية هي جزء أساسي من منظومة الرعاية الصحية الوطنية، وتساهم بشكل فعال في تحقيق رؤية القيادة الحكيمة نحو رفاهية الشعب السعودي.
تأسست مدينة الملك عبد العزيز الطبية عام ١٩٧٥ ميلادية بهدف واضح وهو تقديم خدمات طبية متخصصة عالية الجودة تلبي الاحتياجات المتزايدة للمواطنين والمقيمين على أرض الوطن الغالي. يقع مجمعها الرئيسي في مدينة الرياض، العاصمة الفخمة للمملكة، وتضم فروع أخرى في مختلف المناطق لتغطية مساحة واسعة وتمكين الوصول إلى رعايتها الطبية لكافة شرائح المجتمع.
تشتهر هذه المدينة بتقديم مجموعة شاملة من الخدمات الاستشارية والعلاجية تشمل أكثر من ثلاثين اختصاصا طبياً مختلفاً. بدءاً من الأمراض الداخلية والأطفال والجراحة العامة وحتى العلاجات الأكثر تعقيداً مثل زراعة الأعضاء وأبحاث السرطان، تستقطب المدينة نخبة من الأطباء والاستشاريين ذوي الخبرة الواسعة والمهارات التقنية العالية. كما أنها تضم مراكز بحث علمي حديثة تُعنى بتطوير تقنيات التشخيص وعلاجات جديدة للأمراض المنتشرة محليا ودوليا.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل المدينة بلا كلل لتحسين تجربة المرضى وتعزيز رضاهم عبر اعتماد أعلى معايير السلامة والجودة الطبية. هذا الالتزام المستمر بالتفوق الصحي جعلهم يحصلون على العديد من شهادات الاعتماد الدولية بما فيها "Joint Commission International" (JCI). وهذا يعكس مدى التزامهما باستدامة كفاءتهم وجودة خدماتهم وفقا لأفضل المعايير الدولية.
وفي إطار سعيها الدؤوب لإحداث نقلة نوعية في المجال الطبي بالمملكة، تسعى إدارة المدينة دائماً لاستخدام التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الهندسية المتقدمة ضمن مرافقها، مما يشكل قيمة مضافة كبيرة لحركة الرعاية الصحية داخل البلاد وخارجها أيضا. إن احتضان التقدم العلمي والتطبيقي يعد دليلاً حيًّا لعزم المملكة مواصلة رسالة تطوير قطاع الصحة لعقود قادمة بإذن الله تعالى.
بهذا السياق، يمكن اعتبار مشروع توسعة المدينة بمبلغ مليار ريال سعودي خطوة هامة آخر نحو ترسيخ مكانتها المحلية والدولية كمصدر موثوق ومبتكر لرعاية صحية عالمية المستوى. ومن المؤكد أنه سيضمن استيعاب المزيد من المرضى والحالات الحرجة بينما توفر بنيته الجديدة بيئة عمل مُعززة لموظفيها أيضًا مما يفيد المواطنين السعوديين وغيرهم ممن يستفيدون من خدماته بكل تأكيد.
ختامًا، ليس غريباً حقًا وصف مدينة الملك عبد العزيز الطبية بأنها عماد النهضة الصحية بالمملكة، فهي مثالٌ مشرق لما يمكن تحقيقه عندما تتضافر جهود القطاع الحكومي والخاص لتحقيق هدف واحد هو خدمة الإنسان وصيانة سلامته البدنية والنفسية كذلك؛ فالسمو بالإنسان هدفه الأسمى فعليًّا وفكريًّا منذ اللحظة الأولى لنشأتها حتى يومنا الحالي وما بعده كذلك حسب تقديري الشخصي واستنتاجاتي المبنية على تاريخ تلك المنظومة المُلهِمَة بالفعل.
