تعتبر مدينة الأهواز عاصمة محافظة خوزستان خصباً في جنوب غرب إيران، محاطة بسحر طبيعتها الخلاب وموقعها الاستراتيجي الفريد بين أنهار عديدة منها نهر كارون الشهير. منذ القدم, اشتهرت الأهواز بثرائها الزراعي الكبير واستخدام نظام الري المتقدم آنذاك والذي يعتمد أساساً على سدٍ معماري متين يستغل قوة المياه الوفيرة مما جعل المنطقة غنية بصناعة زراعة قصب السكر والأرز.
ومع مرور الوقت، شهدت المدينة تقلباتها التاريخية الدرامية بدءاً من ازدهارها واتساع نفوذها التجاري حتى تعرضها لأضرار جسيمة بسبب انهيار ذلك السد القديم في القرن التاسع عشر مما أدى لانكماش اقتصادها المحلي وزوال مكانتها الاقتصادية والدينية المؤثرة وقتذاك. ولكن سرعان ما عادت الحياة مجدداً لتكتسب مكانة جديدة كمقر لها بعد discoveryof oil بالقرب من الحدود مع العراق في أوائل العقد الأول من القرن العشرين.
ثم جاءت حقبة جديدة مليئة بالإنجازات حينما تحولت الأهواز إلى مركز مهم لصناعات البلاد الرئيسية أثناء الحرب العراقية الإيرانية بين العامين ١٩٨٠ و١٩٨٨ ميلاديَّة - وهو ما ساعد أيضاً في جذب المزيد من السكان إليها وساهم بتطور بنيتها العمرانيّة والبنية الأساسية بما فيها سكك الحديد لنقل البضائع والإنسان داخل وخارج البلاد.
وعلى الرغم من المناخ الصحراوي القاسي الذي تتميز به المدينة وشبه انعدام تساقط الامطار إلا أنها تستطيع التعايش وسط بيئتها الطبيعية المرعبة وذلك بفضل موارد المياه الغزيرة المتاحة عبر نهري كرون وغيره وكذلك الأقنية والمجاري المائية الأخرى المرتبطة بها مباشرةً والتي تأتي جميعا نتيجة ذوبان الثلوج المنذرة عند سفح الجبال الشرقية والشمالية المطلة مباشرة نحو مدينتنا العزيزة. إن تضاريس تضاريسهای الخاصة بالأهواز تشكل جزءاً مهماً للغاية بالنسبة لإقتصاديات المنطقة الزراعية خاصة وأن معظم تلك المساحات يتم تلقيحها فعليا بواسطة شبكة واسعة وكبيرة جدآ من الآبار والحفر المكشوفة والمعروفة باسم "العين" . وهذا يعني وجود حلول مبتكرة للتكيف مع الظروف البيئية المختلفة ومن هنا تنمو ثمار صديقة بطريقة مستدامة بامتياز! كما تجدر الاشارة هنا الى اهميه نسبيه لحجم امطار سنوية نسبته حوالي ٢٠سم وهي رقم صغير جدا بالمقارنة بإستعمال الماء لكن يمكن اعتبارها عامل مساعد وليس اساسيا لبقاء النظام البيئي الحالي لهذه البلدة القديمة ولم تعد اليوم نقطة استراحة التجار والسكان فحسب بل اصبحت أيضا نموذجا مثاليا للحفاظ علي تراث الماضي مع مواكبتها للعصر الحديث وانطلاق آمال المستقبل بإذن الله تعالى...