ممفيس، أو كما عرفتها الرومان "منفر"، لها مكانة خاصة وموقع استراتيجي مهم جداً في تاريخ مصر القديمة. هذه المدينة، التي كانت تسمى أيضاً بالجدار الأبيض حتى القرون الأخيرة من عصر ما قبل الميلاد، أسست حوالي العام 3200 قبل الميلاد بواسطة الملك نارمو، وأصبحت مركز القوة السياسية والدينية في البلاد لمدة قرون طويلة. تقع المدينة حالياً بالقرب من سقارة جنوب العاصمة الحالية القاهرة بحوالي ١٩ كم فقط.

لقد كان لتأسيس ممفيس دافع سياسي كبير - فهو يمثل الخطوة الأولى نحو توحيد شمالي وجنوبي مصر تحت سلطة واحدة. وقد نجح ملك الأسرة الأولى، مينا، في تحقيق ذلك خلال فترة حكمه بين الأعوام ٣١٥٠ و٣٠٠٠ قبل الميلاد تقريباً. وبذلك أصبحت ممفيس أول عاصمة وطنية لمصر وتظل العاصمة الرسمية للدولة حتى نهاية فترة الدولة القديمة (الدعوة الأولى والثامنة). رغم توسع الاستيطان حول مناطق معادية وحلول، إلا أنها ظلت مركز السلطة الرئيسي.

تعكس أهميتها الثقافية والأثرية البارزة عبر مجموعة رائعة من الآثار والمعالم الفريدة. مثل هرم زوسر الشهير بسقارة والذي يُعتبر أول مبنى حجري عملاق تم بناؤه بشكل متدرج فوق قاعدة مستطيلة. ثم هناك متحف مفتوح يسمى "رهينة" يحتوي على تمثال ضخم لramses ii بالإضافة إلى العديد من التحف الأخرى بما فيها منحوتات هائلة لأبو الهول المصنوعة من الألبتر وغيرها الكثير مما يروي قصص تلك الحقبة الرائعة.

لا يمكن تجاهل دورها المحوري في الحياة الدينية أيضاً؛ فقد لعبت عبادة الإله بتاح دورًا بارزًا هنا منذ القدم واستمرت لعصور عديدة لاحقة. لذا فإن ذكر اسم منفر/ممفيس ليس مجرد وصف لجغرافية المكان بل رمز للتاريخ والحضارة والثراء الثقافي الغني لهذه المنطقة المميزة حقًا.